السلام عليكم
في الجامعة و في حصة الحضارة الإيطالية كل طالب إختار أن يقدم موضوع معين يتعلق بالعصور الوسطى أو عصر النهضة لكي يعرضه أمام الأستاذة و الطلبة و أنا اخترت الحديث عن نيكولو مكيافليي و كتابه الأمير و أحببت أن أكتب تدوينة عن الأمر و أن أتقاسم معكم بعض أفكار هذا المفكر الذي أصبحت أراه بطريقة مختلفة ففي السابق كنت أراه بشكل سيئ و كنت أصفه بمعلم الطُغاة و الحكام المستبدين لكن الآن أجده مفكر عبقري و ذكي و يجب احترام إبداعه الفكري و بخصوص الفكرة الثانية فهو كتب هذا الكتاب بنية أن يساعد حاكم إيطالي لكي يوحد بلده إيطاليا التي كانت في ذالك الوقت منقسمة و مهددة بشكل كبير للهجمات الخارجية و لأن الكتاب لا يقدم فقط أفكار الشريرة لكنه يقدم ايضاً أفكار جيدة لذالك فالقارئ يستطيع الاستفادة من الكتاب إما بطريقة إيجابية أو بطريقة سلبية .الأمر يعود له وحده و لا يعود لمكيافيلي لأن هذا الأخير لم يكتب الكتاب لنا نحن القرائ لكنه كتبه على شكل رسالة لشخص معين و لقد نشر الكتاب بعد موت مكيافيلي بعد 5 سنوات.
الأمير هو كتاب صغير للمفكر و المؤرخ الإيطالي نيكولو مكيافيلي الذي يعتبر من مؤسسي عصر النهضة . و الكتاب مكتوب على شكل رسالة إلى لورنزو العظيم و هو أمير إيطالي ينتمي لأسرة مديشي من مدينة فلونسا
الكتاب يعرض العديد من الأفكار و المبادئ السياسية التي تساعد الحاكم لكي يحافظ على سلطته و على وحدة بلاده و لكي يتصرف بالشكل المناسب مع شعبه و في الكتاب يعرض مكيافيلي مواصفات الأمير المثالي بالنسبة له .
عملت في عرضي تحليل لجزء من الفصل 17
في هذا الفصل يرد مكيافيلي على سؤال مهم
هل يجب أن يكون الحاكم محبوباً أو مهاباً ؟
و تتخلص إجابته في :
أنه من الأفضل أن يخاف الشعب الحاكم و أن يحبه في نفس الوقت و لكن بما أنه من الصعب الجميع بين الأمرين فمن الأفضل أن يكون الحاكم مهاباً و ليس محبوباً
يقول ميكيافيلي في هذا الفصل أن الحاكم يجب أن يفرض الخوف منه بطريقة يتجنب بواسطتها الكراهية إذا لم يضمن الحب و يقول أن من الممكن الجمع بين الخوف و غياب الكراهية .
** يقول ميكيافليي أن الحاكم يجب ان يكون مهاباً و ليس محبوباً لعدة أسباب :
- الخوف من الحاكم يمنع حدوث ثورات و تمرد من الشعب و هذا يمنح للبلد استقرار و آمن و وحدة و يمنح للحاكم فرصة لكي يحافظ على سلطته .
- الناس بالنسبة لمكيافيللي ناكرون للجميل و متقلبون و ميالون إلى تجنب الأخطار و شديدو الطمع وعندما يستفيد الشعب من الحاكم ينقدون أوامره و عندما تتوقف استفادتهم يثورون .
- إن الناس لا يترددون للإساءة للشخص الذي يجعل نفسه محبوبا لكنهم يترددون كثيرا في الإساءة لمن يخافونه.
الحب يرتبط بسلسلة من الالتزامات التي قد تتحطم بالنظر إلى أنانية الناس . و بالتالي ينتهي الحب مع إنتهاء المصالح . أما الخوف فهو مرتبط بالخشية من العقاب و هي خشية نادراً ما تفشل .
. الناس يحبون تبعاً لأهوائهم و إرادتهم الخاصة و لكنهم يخافون وفقاً لأهواء الأمير و إرادته -
بعض أفكار مكيافيلي من كتابه الأمير
* من الطبيعي أن ينسى الشعب على مدى حكمه الطويل الأسباب و الدواعي التي تدعوه لتغيير الحاكم .
* الحرب أمر لا يمكن تجنبه و إنما يمكن تأجيله فقط و غالبا ما يكون هذا في صالح الطرف الآخر
* كل من يسعى في أن يقوي غيره يُهلك نفسه
* مهما عمل المحتل فإنه لن ينجح أن ينسى السكان الأصليين اسم مدينتهم و عاداتها. لذالك يجب قتلهم أو تفريقهم
الغاية تبرر الوسيلة
* من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك
* تلدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة و لكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس
*سيدي الأمير يجد أن تكون شجاعاً و كريماً فإن لم تستطع أن تكون كذالك فيجب على الأقل أن تبدو أمام شعبك كذالك
* لا يجب أن تحافظ على وعودك إذا كان هذا سيضر بمصلحتك
* يجب على الشعب أن يرى الحاكم دائماً بمنظر الشخص المتدين فالناس يحكمون على ما يرونه بأعينهم .
* الشعب يرى الحاكم ما يعمل لكن القلة من أبناء الشعب من يحسون بحقيقة هذا الحاكم و بالطبع هذه القلة ستتردد في معارضة رأي الأكثرية الذين يعتمدون على عظمة الدولة في الدفاع عنهم .
* الأمير قادر على اللعب بعقول الناس بالمكر و الخداع و من يتقن الخداع جيداً سيجد من يتقبل هذا الخداع بسهولة.
شكراً لكم D: