Thursday, September 07, 2017

ماذا تعلمت من أخطاء 26 سنة في الحياة


مرحباً لجميع القراء. 
الشهر الماضي أتممت عامي 26 وأرى أن هذه فرصة جيدة لأشارك بعض الدروس التي تعلمتها في حياتي. 
أتمنى أن تستفيدوا منها لتكون حياتكم مثمرة وأكثر إنتاجية. جميع هذه الدروس لم أقرأها في كتب أو مقالات أو سمعتها من آخرين بل هي نتيجة توصلت إليها نفسي. جميعها مستوحاة من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها في حياتي. ربما من بينها أنني لم أجد من يهدي لي دروسه في الحياة. قد تبدو هذه الدروس بسيطة وسهلة، لكنها قادرة على تغير حياة إنسان. لهذا لا تقوموا بالتقليل منها لأن حرفًا واحدًا قد يصنع الفرق.



♡.1
 لا يجب منح للثقة للآخرين بسذاجة ولا يجب منحها على الإطلاق لمن لا يستحقها.

 ♡.2
الصراحة لا يجب أن أقولها لمن لا يستحقها. احتفظ بها لنفسك، خير لك من المشاكل.

 .3
الوقاحة والتعليقات المُخالفة لا تستحق التفاعل معها بل حذفها وحظر أصحابها.

 ♡.4
أول جزء في العلاج هو الوقاية وتعلم طرق الاحتياط ومعرفة طرق العدوى والمخاطر.

♡.5
أول أساس النظام هو ترتيب الأولويات ومعرفتها بدقة ما يجب تأجيله وما يجب تعجيله

♡.6
حينما تريد شيء ابدأ بتحقيقه بوسائلك ومعارفك ولا تنتظر توفر الإمكانيات أولاً. ابدأ بما لديك.

♡.7
التعاملات النقدية يجب أن تكون موثقة بالورق.

♡.8
الكتب هي خير الأصدقاء. يجب أن أقرأ كل يوم وبشكل مستمر وفعال.

♡.9
تعلمت ألاَّ أكرر نفس الأمر مرارًا وتكرارًا ليصبح بشكل مثالي. المثالية تأتي مع الممارسة وليس بالتكرار.

♡.10
من يكذب وينافق لا داعي لأقول له ذلك مباشرةً. المجاملة ضرورة في الوسط المهني والعائلي.

♡.11
تعلمت أن تقبل نفسي كشخصية انعزالية، لذا لن أحاول أن ألعب دور الاجتماعي.

♡.12
المال وسيلة ضرورية في الحياة، قِلتها أو انعدامها إعاقة والتكبر عليه أو تبذيره حماقة.

♡.13
تعلمت أن أنسحب من النقاشات العقيمة. الاحترام عملتي في التواصل بانعدامه ينتهي الحوار.

♡.14
التأجيل والتسويف هو خسارة للوقت وتدمير لسنوات حياتي.

♡.15
الكتابة هي علاج ويجب أن أداوم على كتابة مذكراتي، تدويناتي وخواطري.

♡.16
اللغة مثل النبتة. يجب أن أتكلم لغاتي بشكل يومي إن أردت أن أحافظ عليها.

♡.17
لا تعول على أحد ولا تنتظر الاعتراف الأدبي من الآخرين. ثق بنفسك.

♡.18
التعليم لا يختزل في دبلوم بل هو عملية مستمرة تتغذى بالقراءة وتتطور بالخبرة العملية.

♡.19
توقف عن لعب دور الضحية السلبي لأنك نجوت وبالتالي لا تعتبر نفسك الآن ضحية.

♡.20
لا تقارن نفسك بأي أحد آخر. أفضل شخص تتنافس معه هو نفسك.

♡.21
دافع عن نفسك ولا تنتظر شخصاً آخر ليدافع عنك. لست ذلك الطفل الخجول الخائف البريء 

♡.22
حافظ على طفلك الداخلي وروح المراهق وفي نفس الوقت حاول أن تكون في انسجام مع عمرك

♡.23
التلعثم ليس فضيحة والاكتئاب ليس عيباً. لا تخجل من نفسك ومن الصعاب  والعراقيل التي واجهتها في حياتك، كن فخورًا بنفسك وبصراعاتك.

♡.24
ابتعد عن السلبين، كثيروا الشكوى، مصاصي الطاقة طالما ليست لك مناعة ذاتية ضدهم.

♡.25
لا أحد يستغلك دون موافقتك. تعلم أن تقول لا، أن تعتذر، أن ترفض. يجب أن تعرف: من يحبك؟ من ينافقك؟ ومن يحاول أن يستغلك ؟

♡.26
المداومة على التمرين ستوصلك لنتائج مذهلة. تعلمت أن أستمتع بالمسيرة وليس فقط بالنتيجة النهائية.


للأسف في مجتمع يعيش انهيار أخلاقي ورِدة فكرية وتخلف ثقافي. لهذا تصبح بعض الأشياء البسيطة والتي تعتبر من البديهيات دروسًا في الحياة وهذا راجع لطريقة التربية التي تخيب فيها أسس الحوار وللتعليم المدرسي الذي يعتمد على التلقين وليس الفهم والنقد. لهذا ما عرفته أنا في عمر 26 قد يعبره مراهق في دولة أخرى في عمر 16 دون حتى أن يخسر نفس الوقت والطاقة.

هناك دروس كثيرة ولكن اخترت ما اعتبر أنه أكثر فائدة وأكثر النصائح التي تعني لي الكثير وأحب أن أتذكرها
أما فيما بخص الأخطاء، أفضل عدم مشاركتها ليكون المقال إيجابي أكثر. بالطبع أعتبر أن جميع ما قلته يبقى كلام نظري طالما لن يسوعبه القارئ بشكل كامل وطالما لم يختبره في حياته.لهذا لا تخف من ارتِكاب المزيد من الأخطاء، بهذه الطريقة فقط سوف تستوعب الكثير من الدروس الحياتية.

Wednesday, August 09, 2017

حول قضية وئام الدحماني، دفاعاً عن أم الحمام المغربي ضد أم ركب سود.



هذا مضحك سوف أكتب مقال رأي عن أحد المواضيع الشائعة التي يسترزق منها رجال الإعلام والتي تجذب ملايين الذباب البشري في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تكون عادةً حول فضائح الفنانات أو خزعبلات شيوخ دين وأحياناً مناظرات بين شهيرات عالم الفن للبرهنة لمن لها أثداء وألوان عيون طبيعية من الأخرى ومن أجمل بدون مساحيق تجميل ومن له حقوق كلمات الأغنية الفلانية. وكل هذا لا يظهر فقط الردة الفكرية والأخلاقية التي نعيش فيها بل يؤكد انحطاط الحس الفني والابداعي عند مشاهير الفن والاعلام. لذا أتمنى أن يرفع الشباب الشعار الإنجليزي الشهير "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير".


دائماً ما أرفض الحديث في مثل هذه المواضيع الشهيرة رغم أن هذا يؤثر على شهرة مدونتي لأني لا أتبع الموجة وأركز على مشاركة خواطري وكتابة قصائدي ومراجعات الكتب التي أقرأها وأحياناً أنشر مقال رأي أو ترجمة أغنية. لم أتخيل نفسي أنني سوف أكتب مقال حول هذا الموضوع الذي يستحق أن يكون مكانه تعليقات اليوتيوب فقط. لكن هذه المرة قررت ألا أفعل ذلك لأن كتابة المقال سيكون عملية ممتعة لي. أردت أن أبدأ كتابة هذا المقال بالرغم من أنه حول حديث الساعة. هل تعلمون ما هو؟ - نعم إنه حول الصراع المستمر بين النساء المغربيات وبين النساء الخليجيات. الحرب الأبدية بين أم ركب سود وأم الحمام المغربي. الأزمة الديبلوماسية في سوق الزواج بين الخليجية العفيفة الشريفة والمغربيات الساحرات والمشعوذات وخطافات الرجال، عذراً، سأحاول أن أكتب بمهنية وموضعية وأبتعد عن الحس الفكاهي والسخرية. عموماً، فلنبدأ.


القضية بدأت بجملة قالتها وئام الدحماني في لقاء صحفي، كان يمكن أن نمر عليها مرور الكرام وهي " المرأة المغربية تعتني بنفسها وبنظافتها بشكل كبير جدا وهذا ليس معناه أن المرأة الخليجية ليست نظيفة ولكن المغربية تهتم بنظافتها أكثر. المرأة المغربية عندها نظافة بشكل مبالغ." هذا ما قالته وئام بالحرف الواحد وهو كلام أتفق معه بالتحديد لأسباب كثيرة: المغربيات مثلاً رقم واحد في اليوتيوب في مجال قنوات الموضة والجمال والوصفات الطبيعية التجميلية لدرجة أنه حتى النساء من جنسيات أخرى يتابعن القنوات المغربية في اليوتيوب ودائماً أقرأ تعليقات سورية ومصرية وسعودية تطلب ترجمة معينة أو معلومة معينة بسبب صعوبة اللهجة المغربية. كلام وئام صحيح وأتى في سياق الكلام رداً على سؤال المذيعة وهو لا يعتبر شتيمة للخليجيات ولا إهانة لإنسان له جنسية إماراتية أو عمانية او كويتية ولكن الخليجين جعلوا من هذه الجملة قضية رأي عام. بدئوا حملة سب وشتم ضد وئام والمغربيات عموماً مع العلم أن وئام تعيش في الإمارات منذ أن كانت طفلة وحتى طريقة لبسها واستعمالها للمكياج خليجية.



هذه البلبلة الإعلامية في قمة التفاهة والموضوع جد سخيف فهل يا ترى هدف هذه الحملة المضادة هو الدفاع عن نظافة المرأة الخليجية وتحسين سمعة السياح الخليجين في المغرب. منذ متى يعتبر السب وسيلة للدفاع ومنذ متى أصبحت الشتائم انتقادات؛ الفكر النقدي بريء من مجتمعاتنا وإلى متى سنظل نرى شعوباً عربية تتظاهر بالأخوة وتتقاسم الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا؛ تتشاجر فيما بينها على سخافات المشاهير وقذارات المواضيع. قبل سنوات حدث أزمة ديبلوماسية بين الجزائر ومصر وقبل شهور وجدت فيديوهات وتعليقات متبادلة بين السوريين واللبنانيين كلها شتائم ولعنات وإساءات متبادلة، والآن موضوع الشجارات المستمرة الحالي هو حول "المرأة الأنظف، الخليجية أو المغربية." يا للغباء؟ هل المرأة انسان له كرامة وحقوق إنسانية أم منتوج تجاري يباع ويشترى في السوق وللأسف الشديد حسب ما أرى، المرأة يتم التعامل معها كسلعة في سوق الزواج. ومن وجهة نظري، هذا الجدال الذكوري العقيم يسيء لجميع النساء بغض النظر عن جنسيتهن لأنه يتعامل مع المرأة باعتبارها جسد يجب أن يكون نظيفاً حتى ينال المدح.
أما فيما يخص موضوع وئام فهي ببساطة قامت بالإجابة عن سؤال مذيعة وقالت لها لا أود الدخول في القيل والقال لكن لا يجب المبالغة وتضخيم الأمر فهي لم تقل أي شيء خطير ؛ بالرغم من ذلك وصل البعض لدرجة المطالبة بطردها من دول الخليج، بالرغم من أنها إعلامية ومغنية مقيم بالإمارات ولها جمهور خليجي كما أنها عاشت هناك لسنيين طويلة برفقة عائلتها التي تعتبر مغربية خليجية فالأم مغربية متزوجة من إماراتي بشكل قانوني. إذن هل تظنون أن وئام التي نجحت في أن تصنع لنفسها كل هذه الشهرة غبية لدرجة أن تشتم الخليجيات أو تهدف للتجريح والإساءة؟ أكيد لا، هي لا يمكن أن تشتم الخليجيات ومن المستحيل أن يكن غرضها من كلامها هو الإساءة للمرأة الخليجية ولكن من يسيء للمرأة الخليجية وللشعب الخليجي هم الذين يكتبون الآن تعليقات السب والشتم ويتكلمون عن البخور الغالية التي تستعملها الخليجية لتعطير البيت وغيرها من الردود المنحطة ببساطة. حينما قرأت التعليقات في تويتر مثلاً، صدمت من مستوى الردود القذر لدرجة، مثلاً، واحدة تقول أنها سوف تشتري خادمة مغربية لكي تغسل لها قدمها إلى غيرها من التعليقات التي يمكن البحث عنها في تويتر والفيسبوك واليوتيوب...




في النهاية، وئام الدحماني، عملت بث مباشر في الانستغرام لتعتذر ثم نشرت اعتذار مسجل بالفيديو. لقد احترمتها كثيراً خصوصاً لأنها تكرر اعتذارها أكثر وتعتبره شجاعة وليس عيب وحسب وصفها فاعتذارها نابع عن حب وليس لأنها مذنبة. وبالرغم من أن الشتائم مستمرة ضدها، عملت لقاءات صحفية جديدة تعتذر وتوجه رسالة حب واعتذار للخليجيات ثم سحب كلامها واعتبرته "زلة لسان" لأنه جاء في سياق الحوار وكان عفوي. وفي لقاء آخر بدأت تمدح الخليجيات واعتذرت من جديد وتأسفت على ما حدث من هجوم شرس عليها وقالت أنها لم تقصد الإساءة ولكن فيديوهات الرد والتعليقات المسيئة مستمرة لدرجة أن المنشورات في تويتر مثلا بمئات الآلاف بشكل غريب جدا ومهول.
استغرب من عدد الفنانات والمغنيات والمطربات والراقصات والاعلاميات في الدول العربية. وكلهن بأوجه ملونة وشفاه بارزة وشعور طويلة وعمليات تجميل تخريبية تجعلهن متشابهات مثل الدمى الصينية... ماذا يحدث يا عالم؟ يبدو أن عصر حريم السلطان مستمر ولكن هذه المرة لا يحدث في أروقة قصور الملوك ولكن أمام الكاميرات وعدسات الهواتف. من جهة أجد نساء محجبات منقبات عفيفات طاهرات يرفضن الظهور الإعلامي ويعتبرن الشعر عورة ومناطق لا تلمس ولا ترى دون عقد زواج ومن جهة ثانية أرى نساء غبيات سخيفات متعريات سطحيات التفكير وتافهات جداً، يخجلن من التصريح بأعمارهن، يتظاهرن بالتقدم والتحرر والتطور. تباً، فلتتحروا فقط من عقدة التقدم في السن وإن كنا نحتاج لتطور فليحدث في عقولكن الذكورية والمتخلفة. هذا هو التحرر الذي نحتاج له في المجتمع وليس أن تصبحي فنانة لا تعرف حرفاً عن ليوناردو دافينشي أو لوناً لسالفادور دالي. اعلمي يا صديقتي أن التعرية والتغطية تماما كما تقول نوال السعداوي هما وجهان لعملة واحدة. فإن كنت دون حجاب فوق رأسك فعقلك محجب بما هو أسوء وأقبح ولا تظني أنه يمكنك أن تصلي لمستوى ليدي غاغا أو أنجيلينا جولي لمجرد أنك ترتدين ملابس عصرية أو تتبعين أحدث صيحات الموضة فكما قال نزار قباني " لبسنا قشور الحضارة ولكن الروح جاهلية"

لا أصدق ما يحدث. حملة إساءة لمجرد جملة عابرة عبرت فيها عن رأي يمثلها ولكن صنعوا منه قضية رأي عام لدرجة وكل هذا من أجل اتباث أن المرأة الخليجية نظيفة. الأمر مثير للسخرية.
خلاصة القول، لحسن الحظ أنه من الجانب المغربي لا يوجد ردود من مشاهير مغاربة وأتمنى أن يستمر هذا الصمت فهو أفضل ولا أنسى أن أقول: لا يهم من تهتم بالنظافة أكثر، المغربية أو الخليجية طالما توجد العقلية الذكورية المتخلفة التي تحتقر المرأة وتجعل لسانها متسخ ينطق بالجهل والتخلف أما من يتكلمون عن البخور الغالية والخادمات الأجنبيات وفلوس الخليج فأنصحهم بالصابون البلدي وبالذهاب للحمام المغربي كل يوم أحد في الصباح الباكر. فهو غير مكلف على الاطلاق ( درهم دصابون من الحانوت و10 دراهم حمام وتولي نقية وبياضو ليك الركابي اللي معقدينك) 




Thursday, July 27, 2017

ترجمة 2 أغاني رائعة لفرقة الشباب القاسي.


اليوم #8 : الخميس 27 يوليوز 2017
هذه التدوينة تدخل ضمن مشروع #التدوين_اليومي احتفالاً بالذكرى السابعة لتأسيس هذه المدونة "الكتابة في الظلام". أقوم به لأول مرة على الاطلاق
.أتمنى أن تقضوا وقتاً رائعاً بمدونتي. وقت مليء بالمتعة والافادة
   ❤ شكراً على القراءة
،تحياتي

.زكرياء ياسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




فرقة "الشباب القاسي" فرقة جديدة نشأت سنة 2016 وأصدرت ألبوم واحد لحد الآن، يضم 7 أغاني. سوف أترجم منها أغنتين. لا أعرف سبب اختيار هذا الاسم ولكن يبدو أن الأغاني ستكون عن صعوبة مرحلة المراهقة والمعاناة والتجارب التي يعيشها الشباب وطبعا ستكون  عن مواضيع مختلفة غير الرومانسية. لذا، متحمس لأسمع الألبوم بالكامل خصوصاً لأن شخصية المغنية الرئيسية مثيرة للجدل وأهتم للتعرف عليها أيضاً بسبب تعليقات الكراهية التي تتلقاها ولأنها تعاونت في أغاني مع مادونا وريانا


 Mr. Watson الأغنية الأولى
  .بمجرد أن سمعتها حتى أردت أن أفهم الكلمات الغربية
.هل هي بالفعل عن الأقراص الطبية ؟، نعم، إنها أول أغنية حب أسمعها وتكون مهداة لمسكات الألم



.كانت رائعة وطريقة غناء ناتاليا كيلز مؤثرة جداً وذكرتني بـ آمي واينهاوس و لانا ديل راي
الأغنية ببساطة هي عن فتاة حزينة وتنفس عن مشاكلها النفسية بتعاطى مسكنات الألم لتخدير نفسها. لدرجة أنها أصبحت في حالة إدمان لهذه المخدرات وتريد فقط أن تبقى وحيدة كي تخون حبيبها مع السيد واتسون لأنه الوحيد القادر على مساعدتها لأنه من يصنع تلك المسكات التي تحمل اسمه والتي تباع في الصيدليات




أنا لست بحاجة إلى المال
أنا لست بحاجة إلى النوم
أتمنى فقط أن يترك رجلي البيت

لأن كل شيء يكون مضحكاً
حينما نكون فقط أنت وأنا
لقد تعبت من أسئلة الناس
عم أفعله حينما أكون وحيدة ؟

يقضون الصيف في التبطيل 
وحينما يأتي سبتمبر أقع مثل الأوراق
ماذا يمكنني أن أفعله من دونك ؟
ماذا كنت لأفعل من دونك؟


{اللازمة}      

آه، يا سيد واتسون، لقد كنت أخون معك
أنت الوحيد الذي يمكنك أن تصلح القرف الذي أعيش فيه
يا سيد واتسون، لقد كنت أخونه معك
أنت الوحيد الذي تعرف لوني المفضل
.ومسحوقه الأزرق


تباً لجميع أصدقائي
"يقولون لي "احصلي على وظيفة
أنوف دامية، حديث سريع
مثل الكيس الثامن الذي لم يكن خاطئ بشدة

جميع هذه المشاكل ليست حقيقية 
لدرجة أن أقف أو أشعر بالملل
تحقق من المسحوق، عداد المطبخ
لا يمكنك أن تخبرني أن هذه المتعة ليست حقيقية


اتصلو بآبائهم
عودو لبيوتكم
اذهب إلى الكنيسة وصلي من أجل الفتاة الحزينة، الحزينة
ماذا يمكنني أن أفعله من دونك ؟
ماذا كنت لأفعل من دونك؟

ما الغاية من أن تكون صغير السن؟
لذا، هذا لا معنى له
دونك لا أكون جيدة
مع عيوني الكبيرة الميتة
ضائعة في الثمالة
.لأدرك أنك الوحيد




 .ولا أعلم كيف سوف أترجم العنوان الغريب Hatefuck الأغنية الثانية: اسمها
أكره النكاح، تباً للكراهية، اللعنة الكريهة... يبدو أن لا عنوان من هذه له علاقة بمعنى الأغنية




كان يجدر بي تركك
بمجرد ما رأيت تلك الابتسامة الغبية
أنا مستاءة لأني بقيت
بلباسي الذي يظهر خصري
ولحظة الوداع أقنعتني

ليس لدينا نقطاً مشتركة
باستثناء جميع مشاكلنا وألمنا
وأكره جميع أصدقائك والسكين الذي تحركه
عندما تقول أنك تفوز باستمرار


{اللازمة}      
   
أكرهك في كل مرة أنكحك
ولكنني أغلق الباب 
لانني شابة ولا أشعر بالأمان
أنا أحبك، ما المفترض أن أقوم به؟
هذا كل ما نحن بارعون فيه
بينما نحن شباب ولسنا في آمان



أنا لا أعرفك حتى الآن
وأنت لا تعرفني حينما لا أكون منشية
أنت جيد بقدر الثقب الموجود في تنورتي
والكدمات الموجودة في فخدي
نمشي على دوائر لدرجة أن أرتدي سجادة الصالة
السجادة تحرق مرفقي
أما البقع التي تركتها في عنقك
هي جوائز حبنا



هل سوف تحبني غداً؟
عندما أصرخ أسفل قاعتك
الساعة الآن الثالثة صباحاً وأنت كنت معها من جديد
وأنا أقوم بلكم في بابك
لأنك لا تستمع أبداً
وأنا لا أتعلم نهائياً
إذن فلتنفجر مبارياتك
لا توجد غاية من الشموع
إذا كانت نارنا لا تُحرقك أبداً



أكرهك في كل مرة أنكحك
ولكنني أغلق الباب 
لانني صغيرة ولا أشهر بالأمان
أنا أحبك، ما المفترض أن أقوم به؟
هذا كل ما نحن بارعون فيه
.بينما نحن شباب ولسنا في آمان





إذن حسب ما فهمت. الأغنية تحكي قصة فتاة لها علاقة حب تتجاذب بين الحب والكراهية والغضب. السبب هو الخيانة. هي ترغب في أن تبتعد عنه لكنها لا تستطيع مقاومة حبها له ولهذا تظل تتخبط في مشاعر الغضب والنفور كلما أقامت علاقة جنس جديدة معه. بالنسبة لي، يبدو أن العلاقة ليست حب حقيقي بل مجرد علاقة عابرة لأنه تطغى عليها العلاقة الجنسية واستهلاك المخدرات. عموما في الأخير تختار أن تنهي علاقته نهائياً به. لم تعد ترغب في شموع ولا في بقع قبلات على الرقبة لأنها تتأذى نفسياً من هذه العلاقة ومن خياناته المستمرة لها. إذن يمكن أن يكون عنوانها العربي هو
 الحب المنكوح 
 أو الحب اللعين هههه
.عموما، يبدو أنني بحاجة لترجمة أغاني أخرى من الإنجليزية. لغتي الانجليزية ما تزال متوسطة
أفكر في ريانا، مادونا، ميلاني ماتينيز، مارينا والمجوهرات أو ربما سأعود للثناتي غاغا ولانا الذي ما يزال في المفضلة

Wednesday, July 26, 2017

4 قصائد أخيرة مترجمة لـ آلدا ميريني.


اليوم #7 : الأربعاء 26 يوليوز 2017
هذه التدوينة تدخل ضمن مشروع #التدوين_اليومي احتفالاً بالذكرى السابعة لتأسيس هذه المدونة "الكتابة في الظلام". أقوم به لأول مرة على الاطلاق
.أتمنى أن تقضوا وقتاً رائعاً بمدونتي. وقت مليء بالمتعة والافادة
   ❤ شكراً على القراءة
،تحياتي

.زكرياء ياسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 .في هذه التدوينة سأشارك معكم ببساطة 4 قصائد مترجمة للشاعرة الإيطالية آلدا ميريني _
:قبل أن أفعل. أود أن أذكركم بالقصائد الشعرية التي قمت بمشاركتها سابقاً وهذه قائمة بعناوينها
.أنا لست بحاجة إلى المال 
.الماضي مُجرد دخان 
.الشعراء يعملون في الليل 
.البساطة هي أن نُصبح عراة 






والآن أنشر لكم 4 قصائد جديدة لنفس الشاعرة وأخبركم أنها ستكون الأخيرة. أود أن أركز في الفترة المقبلة  على ترجمة قصائد كثيرة من الإيطالية للعربية بهدف أن أتدرب أكثر على الترجمة كما سوف أحضر مختارات شعرية لآلدا ميريني بالعربية وأخرى لشعراء وشاعرات من إيطاليا. لا يوجد ديوان شعري لها بالعربية، درست هذه اللغة لسنوات، أحب ترجمة الشعر ويدهشني أسلوبها في الكتابة. إذن، لما لا المواصلة .. لذا إن كنتم مهتمين، يمكنكم متابعة المدونة أو قناتي في اليوتيوب لكي تعرفوا آخر المستجدات بخصوص مشروع هذا الكتاب الشعري


 ♡ Ieri sea era amore 
 البارحة مساءاً أحببتك 

ليلة أمس، كان هناك حب
أنا وأنت في الحياة
هاربين ومُنفلتين
برفقة قبلة وفم
:كما هو الحال في لوحة تجريدية
أنا وأنت مغرمين
بروعة متقاربين

:وحينما رصعتك بالجواهر، قلت لك
ولكن الكلمات أخدمت 
.حرارة عاطفتي 

Edvard Munch - Kiss by the window (1892)



 ♡ Ogni volta che nasce un uomo 
 كلما ولد انسان

كلما ولد إنسان
يُهاجم الله من حبه
وكلما ولد إنسان
يَعلم الله مَخاض الولادة
.ويَخجل 

لأنه من خلال هذا الحب 
وُلدت أزهار وجبال 
مَحارق وعذارى
كَلمات مرتكبة
وَأخرى حقيقية

وأعرب الله عن حبه للإنسان 
.بالدموع

Christ Child & Madonna by Dali (1950)


 ♡ Terra D'amore 
أرض الحب 

الحقيقة هي دائماً نفسها
شُرور البشر 
تهوى بك نحو الأسفل 
ثم تبني لك
محراباً من الكراهية
خلف باب موارب
ولكن حُب الأناس البسطاء
.يَلمعُ أكثر من أي فلسفة

الفقير يعطيك كل شيء
ولا يمن عليك
.أو يذكرك بجُبنك


 by Salvador Dali



 ♡ Quelle come me 
 أُولئك الذين يُشبهونني


أولئك الذين يشبهونني
 .يُهدون الأحلام للآخرين وإن حرموا منها
،أُولئك من هم مثلي 
يمنحون روحهم بالكامل
،لأن روحاً واحدة 
.أشبه بقطرة ماء في الصحراء

،أولئك الذين يشبهونني 
يقدمون أيديهم للمساعدة على النهوض
.بالرغم من خطر وقوعهم في المقابل

أولئك من هم مثلي
ينظرون إلى الأمام 
حتى لو كان القلب 
.دائماً في بضع خطوات إلى الوراء


أولئك الذين يشبهونني 
يبحثون عن سر الوجود
وعندما يجدونه
يحاولون تعليمه 
.لمن يبقى فقط على قيد الحياة

أمثالي الذين حينما يحبون 
.يحبون إلى الأبد
،وحينما يتوقفون عن الحب 
 يتوقفون فقط لوجود
شظايا صغيرة عاجزة
 .تكذب في يد الحياة

أُولئك الذين يشبهونني
يُطاردون حلماً
وهو أن نكون محبوبين
على ما نحنُ عليه
.وليس على ما يَرغبون أن نكون عليه


أمثالي الذين يجوبون العالم
بحثاً عن تلك القيم التي؛
،حتى الآن
.وقعت على قارعة طريق الروح

أولئك من هم مثلي 
يرغبون في التغيير 
.ولكن ذلك يعني ولادة جديدة

أولئك الذين يشبهونني 
يصرخون بصمت
.لأن صوتهم لا يختلط بالدموع

أمثالي هم أولئك الذين 
يمكنك أن تكسر دائماً قلبهم
لأن تعلم أنهم سيسمحون لك أن ترحل
.دون أن يطلبوا أي شيء منك


أمثالي الذين يحبون كثيراً 
مع العلم أنه في المقابل 
.لا يحصلون سوى على الفتات


أمثالي الذين يتغذون على القليل
وعلى ذلك، لسوء الحظ
.يؤسسون وجودهم

أولئك من هم مثلي 
يمرون مرور الكرام 
لكنهم الوحيدون 
.الذين يحبونك حقاً

،أمثالي، هم أولئك الذين
في خريف حَياتك
سَتأسفُ على كل شيء
كان من الممكن أن يُعطى لك
...ولكن أنت لم ترغب

Sonmi 451 by Cinnamon Heart.

مراجعة رواية "مدينة الظلال البيضاء" لـ أنور رحماني.

اليوم #6 : الثلاثاء 25 يوليوز 2017
هذه التدوينة تدخل ضمن مشروع #التدوين_اليومي احتفالاً بالذكرى السابعة لتأسيس هذه المدونة " الكتابة في الظلام". أقوم به لأول مرة على الاطلاق. 
أتمنى أن تقضوا وقتاً رائعاً بمدونتي. وقت مليء بالمتعة والافادة. 
شكراً على القراءة.
تحياتي، 

زكرياء ياسين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مدينة الظلام البيضاء !
حينما علمت عن الضجة التي تحوم حول هذه الرواية أردت أن أقرأها لكي أرى كيف أساء هذا الكاتب الشاب للذات الإلهية وكيف أهانت هذه الرواية ذات العنوان الملفت للأخلاق والتقاليد في الجزائر. وبالطبع الموضوع الرئيسي كان يهمني جداً خصوصاً لأن الأحداث تقع في الجزائر في عصر الاحتلال الفرنسي.
ولكن حينما انتهيت من قراءة الرواية  شعرت بمدى تفاهة آراء الناس وسطحياتها. للأسف الشديد، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لمن لا رأي له رأي. يكفي أن يكرر ما يقول أغلبية الناس ويساهم في ترويج نفس الأفكار المغلوطة عن الابداعات الأدبية. حتى من لا يفهم حرفاً في الأدب يسمح لنفسه أن ينتقد ومن لم يقرأ الرواية يتكلم عنها وكأنه قارئها النموذجي.


عن أي ازدراء لله يتكلمون ؟ وأي فحش وانحطاط وإساءة للثوار وللجزائر؟ ما هذا الهراء؟ هل الله ملك لهم لكي يقوموا بتنصيب أنفسهم دون مبرر ودون شرعية أوصياء ومحامون لله؟ وهل يجب حظر الحديث عن المثلية الجنسية لكي نصبح مجتمعات أخلاقية. المثلية الجنسية ناقشتها عدة روايات وهي لا تعتبر ظاهرة في المجتمع بل واقع موجود منذ أزل التاريخ وهذا تؤكده حقائق الأنثروبولوجيا. إن لم تكن تتفق معي فهذا حقك لكن لا يحق لك أن تمنعني من قراءة رواية جميلة أو مناقشتها على العلن. يكفي أن لا تشتري الرواية وأن لا تقم بالبحث عنها أو تحميلها؛ هذا أكثر ما يحق لك فعله. أما الحماقات التي حصلت فهي مجرد ترويج اعلامي مجاني للكاتب وللرواية وهذا أمر ايجابي جداً بالنسبة لي لأنه يكسر الصمت حول عدة مواضيع ويساهم في شهرة كاتب شاب يستحق الدعم.



 ♡ عنوان الرواية والغلاف 

"مدينة الظلال البيضاء" هو عنوان بمجرد أن قرأته لفت انتباهي خصوصاً لأن الكاتب في مثل عمري ولأنه من بلد شقيق، الجزائر. كما أنه بسبب الرواية تعرض للاستجواب البوليسي لمجرد أنه توجد جملاً لم ترضي الذوق العام المعروف عنه بالانحطاط والنمطية. لذا بمجرد أن كتب عنها منشوراً طلبت منه أن يرسلها لي حتى أكتب عنها مراجعتي. وهذا ما أفعله الآن في مدونتي، بأسلوب بعيد عن الكتابة الأكاديمية والمجاملات الشخصية.



إنها رواية جميلة صدرت سنة 2016 وينتظر ترجمتها للفرنسية كما أنتظر شخصياً أن تتحول لفيلم سينمائي فهي محتوى خام لسيناريو فيلم تاريخي ورومانسي جميل ومؤثر. العنوان حسب ما فهمت يحيل على المدينة التي ترعرع فيها بطل الرواية كما أن "الظلال البيضاء" هم شهداء الثورة الجزائرية التي ما تزال أرواحهم عالقة بالمكان. من وجهة نظري، أعتبرها إشارة لأهداف الثورة التي لم تتحقق رغم مرور سنوات من الاستقلال الصوري عن فرنسا ولهذا يتم استخدام أسماء الشهداء تارة من طرف النظام السياسي الحاكم وتارة من طرف المعارضة. لكي تتحول تلك الظلال البيضاء للعبة بين أيدي الناس؛ كل أحد يستغلها كما يريد حسب مصالحه الذاتية. الجميع يتكلم عن الثوار باحترام في العلن. لكن في الواقع، ماذا يفعلون لذكراهم؟ وكيف يكرمونهم؟ شخصياً، أعتبر أن الكاتب أنور رحماني فعل ما لم يفعلون؛ بحيث لم يقم بالإساءة لا للثوار ولا للشهداء بل قام بتوثيق قصة حب مؤثرة بين رجلين مثليين والمبدأ الأساسي لكل رواية هي أن شخصيات الرواية تمثل نفسها. 

♡ عناوين الفصول 


على عكس العنوان الجميل والجذاب الذي يبرز حضور المكان (أدب المدينة) لم يعجبني الغلاف فهو يتجاهل البلد الرومانسي وحينما رأيته ظننت أنا رواية حربية وبالنسبة لي كان من الممكن اضافة إشارة رومانسية للغلاف لأن الرواية تندرج ضمن النوع التاريخي والرومانسي ولا تركز فقط على تاريخ الجزائر. وبالمناسبة، الكاتب موهوب جداً في اختيار العناوين: لقد قسم الفصول بعناية واختار لها عناوين رائعة لدرجة أنني أثناء القراءة، استوحيت حوالي 15 عنوان جديد وذلك بسبب التراكيب اللغوي المميزة (التشبيهات والاستعارات...الخ)، أجذها جذابة جداً وتذكرني بأسلوب أحلام مستغانمي.



 ♡ المكان  ♡ الزمان ♡ الشخصية الرئيسية  


الرواية لا يوجد فيها تعدد شخصيات رئيسية فالشخصية الرئيسية هي "جان بيير". كما لا تعدد أمكنة لأن أحداثها تتم في أرض الجزائر في المدينة التي عاش بها مع عائلته الفرنسية المستوطنة. أما عنصر الزمن فهو بتراوح بين الحاضر والماضي لأن الرواية تتأسس بشكل رئيسي على الذاكرة لأنها عبارة عن "فلاش باك" طويل لعجوز فرنسي الجنسية والثقافة وجزائري المولد والنشأة، كانت له علاقة حب مثلية مع مقاوم جزائري "خالد" استشهد بشكل غامض أثناء حرب التحرير الجزائرية. وبعد حوالي 50 سنة يعود "جان بيير" من فرنسا للمدينة التي تعرف فيها على حب حياته الذي ما يزال يخلص له ويستذكره ويقتات على مشاعره.


♡ مواضيع الرواية 


بغض النظر عن الموضوع الإطاري للرواية وهو "الذاكرة" يوجد موضوع رئيسي ثاني وهو الثورة الجزائرية بالاضافة لتيمات كثيرة وهي : أدب المدينة، الصراع ضد الاحتلال، الرومانسية، التسامح الديني، التعايش، الحب والحرب... جميعها مواضيع مهمة وجيدة جداً. الكاتب أحسن اختيار مواضيعه بشكل ممتاز لكن ما ميز هذه الرواية بشكل أفضل لكي يجعلها مختلفة عن الروايات الأخرى هي أن قصة الحب التي لم لم تكن بين شخصين من جنسين مختلفين كما حدث في "ثلاثية ذكرة الجسد" للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي؛ بل هي قصة حب لشخصين من مثل الجنس وهذا ما أضاف أصالة للرواية لأنها تكلمت عن فئة مضطهدة من المجتمع الجزائري. فئة اجتماعية موجودة في واقعنا لكن لا يتم تمثيلها في الأدب وكأنه لا وجود لها ولكن هذا الكاتب سخر قلمه للحديث عن هذه الأقلية المحتقرة والمظلومة متجاهلاً المشاكل التي قد يتعرض لها من مجتمع متخلف وظالم يرفض الحق في الاختلاف ولا يؤمن بحقوق الانسان الفردية بل بحقوق القطعان البشرية، حيث القوي يأكل الضعيف والأغلبية تسحق الأقلية باسم الدفاع عن الله والأديان والأخلاق. 
الأجمل في الرواية هو أن تلك العلاقة المثلية كان لها بعد إنساني جديد على الرواية العربية، بعد حداثي وعصري...لأن الفرنسي مسيحي الديانة والجزائري مسلم الديانة كما أن الفرنسي انحاز للجزائر ولثورة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وفي المقابل الجزائري الذي يعيش فيه مجتمع لا يعترف بالحقوق المثلية انحاز لمشاعره.  لكن بالرغم من تعدد المواضيع وتميز طريق طرحها أعتبر أن الكاتب لم يستغل جميع هذه العناصر التي يمتلكها بشكل جيد. إنه أمر مؤسف جداً. لا أعرف السبب؛ فهل يا ترى، سببه الرقابة الذاتية أو التسرع في النشر أو ربما كان أمراً مقصوداً من طرفه. في جميع هذه الحالات الرواية قصيرة بالمقارنة مع بعدها الانساني وتعدد مواضيعها وأهميتها.


♡ تالوث السياسية والجنس والدين 
الرواية تناقش مواضيع مهمة وتعتبر رواية جدلية فهي تتمحور حول تالوث السياسية والجنس والدين ومع ذلك لا أعتبر أنها نجحت في استغلال جميع هذه العناصر.

بدايةً: الجنس ذكر بطريقة مبتذلة بعيدة عن الحقيقة وخاضعة لنفس النظرة الذكورية وهناك صور نمطية تمنيت لو لم تكن في رواية تتخد من التمرد لغتها ومن الانفتاح الفكري غايتها، فلماذا المثلي الفرنسي يجب أن يكون ناعم السلوك وله جمال أنثوي؟ ولماذا يتم استخدام نفس تلك الأدوار الذكورية داخل علاقة مثلية؟

ثانياً: جانب السياسية فكان محتشماً بشكل جعل الرواية ناقصة في نظري لتجاهلها أشياء كثيرة من ناحية النظام السياسي القائم في الجزائر ولكن في المقابل هناك جرأة في نقد الاحتلال الفرنسي. 

وأخيراً: عنصر الدين، كان مربك بصراحة لدرجة شعرت أن هم السارد هو إثارة الجدل لمجرد الاثارة وليس لطرح فكرة أو الدفاع عن نظرية أو مناقشة قضية وتساؤل يخص الأديان. لست ضد الجدل وإثارة النقاش وطرح موضوع أو فكرة شخصية لكن ضد اثارة الجدل لمجرد الاستفزاز المجاني.

♡ تقييم سلبي
منحت الرواية 3 نجوم على 5 ببساطة. أشعر بالأسف على الرواية. كان يمكن أن تضم أكثر من 200 صفحة بتفاصيل أكثر فيما يخص الجانب التاريخي وسرد وقائع عن حرب التحرير الجزائرية ومعاناة عائلات الثوار مع توثيق فظائع الاحتلال الجزائري وجرائمة ضد الانسانية كما تمنيت لو كانت هناك تفاصل رومانسية جادة، مشاعر صادقة، وغير مبتذلة لكي لا تكرس لنفس الصورة النمطية عن المثلية وبصراحة حتى تلك العلاقة لم أفهم كيف تكوت ولا كيف تطورت ولا كيف أصبحت بهذا الاخلاص والتعلق. للحظات شعرت أنها علاقة اعتمادية بين طفل جائع للحنان وأب. أما جانب الدين لا أعرف ما أقول وذلك بسبب الارباك الذي شعرت به فآرائه كانت مشوشة ولو لم يكن قادراً على التعبير عنها بصراحة أو القفز على حواجز الرقابة، كان يفضل لو لم يقترب من هذا القطب المحظور. إنها النواقص الثلاثة التي أظن أنه كان لها تأثير سلبي على الرواية: الارتباك في التعبير عن وجهات النظر الدينية، نمطية الجنس، الانتقائية في عرض الأفكار السياسية والوقائق التاريخية. ورغم كل هذه الانطباعات السلبية، أحببت اللغة والأسلوب المتميز والعناوين الجذابة وبالطبع أعتبرها محاولة روائية مستحسنة. بالموازاة هناك مقاطع ممتازة، مثل قصة حقل البرتقال، مشهد الوضع... هناك جملاً بقيت أحدق فيها لشدة جماليتها. 
إنه يملك الموهبة 


♡خلاصة القول
في النهاية، كل آرائي في هذه المراجعة تعبر عن وجهة نظري ولا أحد ملزم بها وليست بالضرورة صحيحةَ من وجهة نظر أي شخص ولو كان الكاتب بنفسه. إنها انطباعاتي وآرائي الشخصية.

حسب ما أعرف من الاعلام فالكاتب لن يغادر الجزائر من أجل رواية وقضيته تحظى بالدعم من القراء والطبقة المثقفة والاعلام. لذا، أتمنى أن يواصل مسيرته الأدبية وأن يطور أسلوبه أكثر فهو متميز وموهوب وأن يستمر في التأليف بطريقته الخاصة. لا أن يركع للتيار السائد وللنمطية المقرفة التي تقتل الابداع وفردانية كل كاتب مفكر. أعجبتني الرواية لأني أؤمن بقضيتها الانسانية وبأفكارها المتحررة ولهذا فانتقداتي للرواية هي انتقدات أدبية تقنية وليس فكرية. 
ربما، سأعيد قراءتها مرة ثانية قبل قراءة روايته الثانية "هلوسة جبريل" لكي أكتب عنها مراجعة ثانية.
قراءة ممتعة للجميع. 


" الخلود أن نعيش لحظة وادة تبقى فينا ونبقى فيها، لا تغادرنا ولا نغادرها. 
 مدينة الظلال البيضاء، أنور رحماني.