لقد قرأت مذكراتك بابتسامة عريضة مرسومة في وجهي، و
بدموع تحمل مذاقاً غريباً سقطت بعفوية على وجهي ، لم أظن أني سأبكي فقط بسبب
مذكراتك هذه.
فجأة وجدت نفسي أبكي، و لا اعرف لماذا هذه الدموع؟ و هل
هي دموع حزن أو دموع فرحة ؟ قد تكون دموع دهشة.
لا أعلم ما سر هده الأحاسيس المختلطة التي أشعر بها، إنها
احاسيس غريبة جداً تجعلني أخاف منها أحياناً و في أحيان أخرى أفكر أن أغرق نفسي
فيها. أن أُغرق نفسي حتى لو لم أكن أعرف السباحة ، فقد تعلميني أنت السباحة.
قد أكون في حلم،
في وهم لكن هذا لا يهم. ما أفكر فيه هو ان أعيش هدا الحلم حتى لو كانت نهايته
مؤلمة.
البداية كانت رائعة لكني لا اعرف في اي مكان يجب ان اصنف
علاقتي بك.
هل نحن مجرد أصدقاء نلتقي و نتكلم في أمور الدراسة و
الحياة، أو أكثر من أصدقاء، هل
هناك شيء آخر غير الصداقة و الأخوة بيننا. أتذكر دائما
أنك قلت لي : "أخي" سابقاً.
كنت تضعينني في نفس مرتبة إخوانك الذكور و كنت أنزعج
عندما تقولون عني - صغير السن. لكني بالفعل كذالك. ربما أكون أصطنع غضبي الخفيف
حتى لا تضعي حواجز بيننا، حاجز السن، هذا الأمر لا يعنيني في شيء. العمر بالنسبة
لي مجرد أرقام لا أهمية لا، فكم من رجل كبير السن يتصرف كالمراهقين .
عندما أكون معك لا أفكر في الأشياء السيئة، أو في
الذكريات الحزينة.
هيا لنُركز على حاضرنا و لنترك صفحة الماضي لوقت آخر يا
شاعرة.
أنا أحب عقلك، و أحبك شعرك و أحب خواطرك، طبخك و حتى
إبتسامتك.
في اول مرة تعرفنا في مكتبة يوم السبت 31 نوفمبر 2011 ، كنا نتكلم
في مواضيع الدراسة و بالخصوص مواضيع تتعلق باللسانيات و كنت أجد أنك شخصية مواظبة
في دراستك و عفوية. لكن بعد هذا اللقاء الأول كل شيء تغير بدون أن نقرر نحن ، شعرت أني أعرفك
مند زمن ، إنسجمت معك في وقت قصير جداً.
انا لا أحب العلاقات الرومانسية، لا أحب هذا النوع من
العلاقات، لأني أشعر أن هذا غير جيد، أشعر أن هذا النوع من العلاقات يحتوي على شيء
غلط ، لهذا أشعر بالخوف عندما أفكر في علاقتي معك لأني لا أريد أن أقوم بشيء جديد في
حياتي، شيء يشعرني بالغرابة و بأحاسيس لا أفهمها. إن شعور الحب هذا يجعلني مرتبك،
يجعلني أشعر بعدم السيطرة على حياتي ، لا أحب أن أكون تائه و ضائع ، لا أحب أن
أشعر أن الأرض تتحرك مثل تحتي .
مذكراتك جعلتني أستغرب لأنني شخصيتها الرئيسية و ليس أنت. عادة نكتب في المذكرات عن أنفسنا
بشكل أساسي و ليس عن الآخرين، لماذا كتبت عني كل تلك الأشياء ؟ هل أنا فعلاً نفس
ذالك الشخص الذي قرأت عنه ، هل أنا هو نفس الشخص الذي تحبينه ؟ لا أخفي عليك أني
شعرت في الأول أنك كتبتي عن شخص آخر. أتمنى فعلا أن أكون عند حُسن ظنك بي، و أتمنى
أن لا أخذلك، لأني لا أحب أن أخذل أي شخص وضع ثقته فيَ.
الطريف في الأمر
هو عنوان المذكرات "عابر سبيل" في الهاتف سألتك من هو هذا العابر؟ هل هو أنا ؟
هل أنا هو هذا العابر الموجود في حياتك الآن، العابر
الذي تظنين أنه سيعيش معك لفترة زمية محدودة
و سيذهب ليتركك وحيدة. لكنك اخبرتني ان
العابر هو أنت، أنت عابرة في هذه الحياة و أنا كذالك.
بعد ذالك تذكرت حديت الرسول صلى الله عليه و سلم : "كُن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" ، و فهمت قصدك.
نعم إنها حياة قصيرة لا نختار في أين وقت سنولد فيها و
لا نختار أيضاً في أي وقت سنغادرها. لكننا نستطيع أن نختار مع من سنعيش في هذه
الحياة و أنا إخترت أن أعيش معك. حتى لو سافرتي لمدينتك الأصلية فستكونين دائماً
في مخيلتي.
لقد كتبت هذه المذكرات مباشرة بعد إنتهائي من قراءة
مذكراتك و لقد إخترت أن أضع نفس العنوان : "عابر سبيل"
لأني عابر في هذه الحياة مثلك