بدأت أكتب خاطرة على حائطي الشخصي بالفيسبوك مباشرةً بعدما أنهيت ولكن حينما وجدت أنني سوف أكتب الكثير من الأسطر دخلت لمدونتي العزيزة، المكان الذي ترعرع فيه قلمي.
قبل أن أبدأ التعبير عن غرض التدوينة، أحب أن أعبر عن شعوري بالحماس والرضا لأنه بعد سنتين من البطالة ها أنا أجد عملاً جديداً كنت أحلم به وكنت أخاف من تجربته لأنه يعتمد على التواصل مع الغرباء ولأنه يعتمد بشكل رئيسي على اللغة الفرنسية ولكن ها أنا حصلت على فرصتي عن استحقاق. بعد 8 أيام من التدريب تم قبولي وكان من الرائع أن أرى المدربة وهي تقول لي: "تهانياً" بابتسامتها الجميلة. متحمس جداً لهذا العمل فمن جهة سوف أطور لغتي الفرنسية التي من المفترض أن أجعلها مثالية بعد 4 أشهر ومن جهة ثانية سوف أتحكم في خوفي وخجلي وتلعثمي في الكلام وسوف أطور ذكائي الإجتماعي مع زملاء العمل لأن العمل في مراكز التواصل يعتمد بشكل رئيسي على مهارات التواصل والإقناع خصوصاً لأنني أتصل بمتبرعين محتملين وليس بزبناء أوفياء لشركة معينة. أتوفر على الكثير من المميزات وحان الوقت لكي أستخدمها في هذا العمل لكي أظهر إمكانياتي الحقيقة لنفسي. عموما عادةً سعادتي لا تستمر طويلاً لأنني بعد لحظات أعود لحزني وها أنا سأترك خبري الجميل وسأعود لتدوينة، هل أنا معاق اجتماعي؟:
ما تزال تيمة القناع تهمين على حياتي. وما يزال صراعي لأحقق ذاتي مستمر ليواجه عنف هذا العالم وجهله. مللت من ارتداء القناع مع بعض الأشخاص الذين لا يستحقونني. صحيح أنهم يتميزن باللطف والإحترام لكن هذا لا يكفيني لكي أستمر في التواصل معهم... أريد أن يتقبلني الناس كما أنا وأن يحبونني كيفما أنا من دون نفاق أو مجاملات. منذ طفولتي وأنا أحارب أبي وأمي وإخواتي والعالم بأكمله لكي أكون نفسي وأن لا أتحول لشخص آخر لينال موافقتهم أو رضاهم... لقد اكتفيت من جهلكم وإزعاجكم، فلتتقبلوني كما أنا ولنوقف هذا الصراع العبثي. وبما أن هذا الصراع لن يتوقف في مجتمعنا الغارق في الجهل وفي الأحكام المسبقة وثقافة المظاهر المادية فأنا مستعد لمواصلة الصراع. يا للقرف !! بالفعل مللت من هذا القرف ولم أنجح في أصبح لا مبالياً. مللت منكم ومنهم ومن صداقتهم التي تجعلني أخسر وقتي ونفسي. مللت من أن أتعب نفسي مع معاقين فكرياً منغمسين في الخرافة والجهل بيننا فجوة فكرية من الصعب تجاوزها والأسوء أنهم لا يراعون لا مشاعري ولا قيمة وقتي الذي أمنحه لهم. الإخلاص تقابله الخيانة واللطف يقابله الخديعة والإحترام يقابله قلة الإحتقار... قرف، قرف، قرف... من لا يحترمني لا يستحق أن أمنحه وقتي ؟ ومن لا يتقبلني لا يستحق أن يكون صديقي؟ كيفما كان. الصداقة مسؤولية وتشريف وليست مجرد شيء نلجأ إليه وقت الحاجة لكي نأخد منها ما نريد ثم نتخلص منها ونستبدلها.
لقد حان الوقت لكي أنهي دفعةً جديدة من الصداقات التي لا تؤدي سوى للألم. سوف أقتلهم في رأسي ولن أكتفي بإحراق أرقام هواتفهم أو حذفهم من لائحة الأصدقاء. سوف أفارقهم وما أسهل الفراق في حياتي.
لا أرضى بأنصاف الصداقات ولا أرضى بالأكاذيب البيضاء أو بالإبتسامات الباردة أو المشاعر المتصنعة. أريد أن أعيش ولا أود أن أشارك في تمثيلياتهم السخيفة. سأوقف هذا العرض البئيس الذي لا جمهور له سوى أنا، سأوقف هذا الإستغلال اللامتناهي للمشاعر التي لا ضحية له سوى أنا. أنا إنسان ولست روبوت. هذا مؤلم والألم جزء من طبيعتي.
أنا لست غاضب بل أتألم وهناك فرق بينهما.
طوال 25 سنة، لم أشعر بأي شخص يتقبلني كما أنا، حتى آبائي وأفراد عائلتي... باستمرار يصفونني باشياء معينة ويواصلون التفوه بالإنتقادات السطحية التي هي مجرد انعكاس لتفكيرهم المنغلق والمتزمت الذي يعتقد أن الجميع يجب أن يكونوا متشابهين وأن يعيشوا بنفس الطريقة. حاولت كثيراً إيقاهم لكنها طريقتهم في الحياة، طريقة تعتمد على الجهل والأحكام المسبقة.
إذا لم تكن مستعداً لأن تتقبلني كما أنا، شاهدني وأنا أغادر ببساطة.
سأقولها بالعربية الفصحى أي شخص ما يتقبلنيش كيفما أنا ويصدع ليا راسي بتعليقات سخيفة على شخصيتي، شكلي الخارجي أو طريقة حياتي أو يبقى يتصل بيا يضيع ليا وقتي، مليت نكون ظريف مع كلشي. غادي نقولو ببساطة قود من حياتي.
أنا مختلف، اللعنة على رأيك.