في سنوات طفولتي و السنوات الأولى لمراهقتي كنت لا أستمتع بالمطالعة و
كنت أرفض ممارستها لكن منذ عمر التاسعة عشر تغيرت كثيراً وجهة نظري حول المطالعة،
خصوصاً بعد انضمامي لموقع غودريدز الخاص بالكتب.
أنا لا أقرأ أي كتاب أصادفه للمرة الأولى
هكذا، لأني لو فعلت هذا ستكون قراءاتي عشوائية و غير منظمة، لدي قائمة بالكتب التي
قرأتها سابقاً ، و لدي قائمة الكتب التي أنوي قراءتها مستقبلاً To read. و قائمة صغيرة للكتب التي سأقرئها قريباً To read soon. موقع Goodreads ساعدني كثيراً لأنظم مطالعتي للكتب.
تتنوع الكتب التي أقرأها بين الروايات، الشعر، كتب التنمية البشرية،
علم النفس، أبحاث جامعية و كتب متنوعة، بهذه الطريقة ستكون المطالعة منظمة و
مثمرة، و ملبية لحاجات فكرية و نفسية و ليست مطالعة بهدف تزجيه الوقت و ملأ وقت فراغ.
أحب أيضاً المجلات الفنية و صفحات فضائح الفنانين و أخبارهم، و لحد
الآن أتمنى وجود مجلة مغربية أدبية و ثقافية في نفس مستوى مجلة " العربي "
الكويتية.
أحب أن أعرف فكرة عامة عن الكتاب قبل قراءته، أكونها من خلال: قراءة
في العنوان، غلاف الكتاب الأمامي و الخلفي، المقدمة، ملخص حول أحداث الكتاب أو
موضوعه أو تيمته إذا كان رواية أو ديوان شعر، بالإضافة إلى آراء قراء آخرين.
لا أعطي حكم نهائي على الكتاب انطلاقا من هذه الأمور الأولية التي تكن
مجرد عتبات للدخول لعالم الكتاب، لكن فكرتي تكون أولية و بعد القراءة ستصبح فكرتي
أعمق و أكثر وضوحاً، فما يوجد داخل الكتاب: محتوياته هي التي تحسم المسألة، و ليس
شهرة الكاتب، أو تطبيل و تهليل الناس إعجاباً بالكتاب.
الكتب الممنوعة و المحرمة في بعض الدول أو تلك الكتب التي تحصل على
نقد سيء أو سمعة غير حسنة أعشق قراءتها، فقط لأكون وجهة نظري الخاصة حول الكتاب. و
لأرى هل ما يقوله الآخرون صحيح أم خاطئ.
هناك من يرفض التعرف على آراء القراء الآخرين حتى لا يتأثر بآرائهم و
لو بطريقة إرادية، و هذا بهدف تكوين وجهة
نظر شخصية خاصة بهم. أفهم هذا الأمر جيداً لكن في حالتي الأمر مختلف.
أستطيع أن أكون وجهة نظري الخاصة حتى لو قرأت آراء الآخرين، و خير
دليل هي أن تعليقاتي حول الكتب التي أقرأها تكون مختلفة مقارنة بتعليقات أخرى في
موقع الغودريدز. بالطبع أجد نقط تشابه في الآراء مع آخرين لكني دائماً أجد شيئاً
مختلفاً يعبر عني.
ـــ لكن هل حقاً قد نتأثر
بآراء الآخرين و لو لا إرادياً؟ ــ ما زلت أطرح هذا السؤال.
أثناء المطالعة أحب أن أسمع للموسيقى الهادئة، أحياناً تشوش الموسيقى
و تجعلني لا أركز، لهذا أفضل الموسيقى الصامتة و الموسيقى الكلاسيكية الأوربية. و
أحياناً أقرأ وسط الضجيج لكن التركيز يصبح صعب جداً.
أستطيع أن أقرأ باستخدام الكتاب الورقي أو الإلكتروني، فهما مختلفان
كثيراً و لهما معاً نقط مميزة جيدة، لهذا أتمسك بالكتاب الورقي و في نفس الوقت
أعشق الكتاب الإلكتروني، لكن هذا الأخير يكون أفضل مع اللوحات الإلكترونية أو قارئ
الكتب. أما قراءة الكتاب الإلكتروني باستخدام الحاسوب فهي متعبة جداً خصوصاً أن
وضعية الجلوس قد تصيبك بآلام في عضلات الرقبة. و هذا ما يحدث لي كثيراً.
أحب أن أنهي هذا المقال باقتباس للكتابة السعودية ليلى الجهني :
"إنني أكبر و أتورط في سحر الكتب و القراءة أكثر فأكثر. لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تماماً. و منذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الآمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب"
"إنني أكبر و أتورط في سحر الكتب و القراءة أكثر فأكثر. لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تماماً. و منذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الآمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب"
جميل أن نكون علاقة وطيدة بالكتب، و أن نخصص حيزاً كبيراً من حياتنا لقراءتها و الاستفادة منها، بهدف تغذية العقل و تنمية الفكر.
ReplyDeleteنالت مقالتك إعجابي نظراً لتقديمها لطقوسك في المطالعة، و علاقتك الوثيقة بها، ثم كيفية اختيارك للكتاب، و أنواع الكتب التي تفضلها، و شغفك الكبير للقراءة.