- "احذفهم من حسابك في الفيسبوك و ارتاح" هذه هي العبارة التي سمعتها اليوم.
من الرائع أن
يكون الفيسبوك مكان يجتمع فيه الأصدقاء و
أفراد العائلة للتواصل و توطيد أواصر المحبة و الاحترام، و من المفيد أيضاً أن
يكون الفيسبوك مكان للتعارف مع أصدقاء جدد و ثقافات مختلفة، لكن
ماذا لو أصبح الفيسبوك يستعمل لأغراض سيئة
تجعله أشبه ببرج للمراقبة، أو بوصف آخر: مكان للتجسس و التلصص على أخبار
الناس و حياتهم الخاصة.
من المعروف أن التجسس محرم في الإسلام. قال تعالى: " يا أيها
الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم
بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" سورة الحجرات. و يقول الحديث النبوي: " إياكم
و الظن فإن الظن أكذب الحديث، و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا
تدابروا و لا تجسسوا و لا تحسسوا و كونوا عباد الله إخوانا.
لكن لسوء الواقع كل ما هو محرم أجده شائع بكثرة
في مجتمعي المغربي الذي يدعي الإسلام و المحافظة على القيم و الأخلاق. فالتجسس في
المغرب أشبه ما يكون بمهنة يمارسها الشخص بحرية و بدون إزعاج. و كيف سيتعرض المتجسس
للإزعاج و هو الذي يصنعه. و ينشره حتى انتقل للعالم الافتراضي الذي من المفترض أن
يستعمل في البحث العلمي و التواصل، لكن الفضوليين و الجواسيس وجدوا ضالتهم في
الفيسبوك.
من
السذاجة أن ينشر الشخص معلوماته الخاصة، و صوره الشخصية و العائلية بشكل عفوي،
متجاهلاً وجود هذه الظاهرة و معرضاً نفسه لخطر التجسس و أحياناً الاستغلال.
من الغباء أن أجد أشخاص يحاولون تعلم
كيفية اختراق حساب فيسبوك للتجسس، أو محاولة إيجاد طريقة لقراءة الرسائل الخاصة...
عوض استغلال وقتهم في الدراسة أو المطالعة أو أي أمر آخر يفيدهم و ينمي شخصيتهم.
من السخافة أن يتواجد مثل هؤلاء الأشخاص
الذين كل ما يهمهم هو إشباع فضولهم التافه عن الطريق التصفح المستمر في حسابات
الآخرين و مشاهدة الصور الشخصية، و محاولة معرفة آخر الأخبار و المستجدات عن طريق
أشخاص آخرين. لتصبح أغلب المواضيع التي يشارك فيها تدور حول حياة الناس.
هذا
يجعلني أتساءل: أليست لديك حياة خاصة، تستحق منك الاهتمام و العناية ؟
# و من
الذكاء أن تركز على نفسك و حياتك، عوض التركيز على ما يفعله الآخرون#
P.S: أتمنى من كل قلبي أن تنتشر الجملة الأخيرة من هذه التدوينة تماماً كما تنتشر الفضائح :)