كان
الفيل الضخم شمشوم معجباً بتلك النملة
التي اشتهرت بجمالها و طيبتها، و أخلاقها الحميدة التي تعامل بها جميع الحيوانات و
الحشرات، بل و حتى النباتات لهذا كان يحبها كثيراً، أكثر شيء جعله ينجذب إليها هي
رشاقتها و جمالها الطبيعي، النملة مونيك كانت جميلة طبيعياً، و كانت تمارس الرياضة
كل صباح لتحافظ على وزنها المثالي. شمشوم كان يفرح كثيراً بلقاءها، لكنه كان يحزن
عندما تهرب منه كلما رأته، و السبب الحقيقي في هذا ليس كرهها له بل خوفها منه، فهي
كانت تخاف أن تموت بسبب لمسة واحدة من أقدامه الضخمة. كانت المسكينة تظن أنه قد
يقتلها إذا وضع قدمه عليها، فقد يعجز عن رؤيتها، لكنها لم تكن تعلم أن شمشوم حيوان
يحترم الجميع و يراعي مشاعرهم ، في كل مرة كان الفيل يأخذ حذره جيداً، و ينتبهُ
كثيراً لدرجة أنه قرر أن يلبس نظارات طبية حتى يراها جيداً وهي تسير على الأرض، و
بالتالى كي لا تموت بسببه، و هو بالطبع لن يتسبب في موت من يُحبها.
لم تكن للنملة أم، فقد
ولدت لقيطة بسبب علاقة غير شرعية بين أبيها زامور وهو من رئيس مملكة النمل، و أنثى
فيل هربت من الغابة مباشرة بعد ولادة مونيكا، و أصبح الأب هو الوحيد المسؤول عن رعايتها.
كان
شمشوم يحبها بجنون، كانت تشغل تفكيره طول الوقت، كان يصعب عليه النوم بسبب التفكير
فيها، و كان عندما ينام يحلم باللحظة التي سيطلب يدها في المستقبل، كان يتخيل نفسه
و هو يكلم أباها زامور و يطلب يدها، فيما يوافق والدها و يبارك لهما زواجهما.
أمام
كل هذه الأحلام و الآمال، تستمر النملة مونيكا في حصر نفسها داخل أوهامها، و التي
مفادها أن شمشوم يعطف عليها فقط و لا يحبها، هذا جعلها تذرف الدموع كل ليلة، فكرت
في الانتحار بسبب قلبها المحطم، كانت مقتنعة أن هذا الحب لن ينجح، كان إحساسها
قوياً جداً.
لم تكن متأكدة أن شمشوم
يحبها، و في نفس الوقت كانت متأكدة أن جميع الحيوانات و الكائنات في الغابة سترفض
زواجهما، فالجميع يرى أن الفرق بينهما كبير، و فهمت أن هذا الزواج سيكون منبوذ من
الجميع، وقفت مونيكا غاضبة من هذه الأفكار
و قالت بصوت مرتفع : " أنا حرة في حياتي ، الفرق بيننا كبير لكن ليس للحب
حدود، سأنهي هذه المسألة في الغد"
ذهب
شمشوم لحبيبته محملاً بالأزهار الحمراء، و عندما قابلها أخبرها أنه يرغب في
مصارحتها بمشاعر مهمة، ظهر عليه الارتباك فشجعته و قالت له : "لا تكن خجولاً
يا شمشوم" ، و أخبرها بعشقه لها و برغبته في الزواج منها، قالت له بابتسامة
عريضة: "أنا موافقة" ، وارتمت
في حضنه و قبلته قبلة جعلت جسمه يهتز، و جعلت قلبه يطير من الفرح، فيما ذرفت
عيناها دموع الفرح. إن الحب متبادل.
لكن
هذه السعادة لم تستمر فعندما أخبرت مونيكاً أباها بما حدث، كسر الكأس الذي كان
يشربه منه الشاي المغربي في وجهها، و قال لها هذا الزواج لا يمكن أن يتم،
-
سألته و الدموع تسيل على خدها: لماذا؟
-
كلمها بصرامة: هكذا، أنا أعرف مصلحتك أكثر منك
-
هذا الكلام غير مقنع أبي
- سألها
: تريدين سبباً مقنع ؟
- نعم بالطبع. أنا
شخصية عنيدة و أريد سبب رفضك لهذا الزواج
-
حسناً، سأخبرك ، ساد بينهم لحظات صمت رهيبة،
-
هيا أبي تكلم، أخبرني.
- شمشموم أخوك من الأم، و هو أكبر منك ب10 سنوات.
- صرخت مونيك مصدومة:
ماذا ؟
- نعم، إن أمك التي
هربت مباشرة بعد ولادتك، تخلت أيضاً عن ابنها شمشوم، الذي لم يعد له أحد غير
حيوانات الغابة بعد وفاة والده، و هروب أمه، لقد كانت لي معها علاقة غير شرعية نتج عنها حمل،
لذلك هربت من الفضيحة.
أغمي على مونيكا بمجرد
سماع هذه الحقائق التي تعرفها لأول مرة. و بدأ أبوها يبكي متذكراً تلك العلاقة
المحرمة، و اصر على نفسه أن يقسو على ابنته مونيك حتى تتراجع عن رغبتها في الزواج
من شمشوم، إنه أخوها غير الشقيق، هذا الزواج سيجلب اللعنة لغابتنا الهادئة.
بعدما اكتشف شمشوم السر،
و عرف أن مونيك هي أخته في الحقيقة من أمه الفيلة و أنه لا يستطيع الزواج منها، و
أبوها يرفض الأمر بشدة ، انتحر الفيل غرقاً بعدما رمى نفسه في بحيرة الغابة أمام
أعين جميع سكان الغابة ، أما النملة فانتحرت مباشرة بعد أن عملت بخبر انتحار
حبيبها شمشوم، أكلت من سم الجرذان و وضعت حداً لحياتها نهائياً.
الام يرمزان شمشوم و مونيك؟
ReplyDeleteلم أفهم سؤالك :)
Deleteشمشموم و مونيك هما بطلان القصة :)
لللللللللللللل
ReplyDeleteجذبني عنوان القصة وقرأتها بالكامل وعجبتني جدا
ReplyDeleteلكن نهايتها بانتحار الحبيبين لا أرى فيها جديد
تحياتي وتقديري.
أخوك / عبدالله مبارك
غلطة واحدة محرمة كلفت تعاسة للجميع
ReplyDeleteصحيح ، الله يهديها يارب
Deleteهي السبب )':