Monday, December 23, 2013

دموع، في وقت الفجر


هو : حضن أخير
أنا : قبلة أخيرة
هو: سيجارة أخيرة
أنا : تلويحة يد
هو: قبلة في الهواء

دموع في وقت الفجر، و في محطة القطار.
طلبت مني أن لا أكون حزيناً.
وعدتك البارحة أن لا أبكي، لكني بكيت اليوم.

ما قصة عيونك دامعة ؟
من أين أتت كل هذه الدموع ؟

لماذا يا ترى ؟ 


Thursday, December 19, 2013

11-12-2013


ملاحظة : هذا مزيج من صفحات من مذكراتي التي كتبتها اليوم الأربعاء و البارحة الثلاثاء و بعض الفقرات كتبتها في نهاية الأسبوع الماضي، مباشرة بعد الجنازة. حاولت أن أكتب بعفوية و بصراحة و شفافية، أردت أن أكتشف أسلوباً جديداً خاصاً في كتابة اليوميات بطريقة الخواطر.


لا أعرف كيف أصف مشاعري. و لا أعرف كيف أصف هذه الظاهرة ...لمرة أخرى أتنبأ بأشياء في خيالي ثم تحدث في الواقع.

أعيش لحظات صعبة و استثنائية بعد وفاة خالتي نزهة رحمها الله. حياتي ستتغير بشكل جذري بسبب ما مررت به في السنوات الأخيرة. نعم، أريدها أن تتغير، لكن للأفضل و ليس للأسوء.

بعد وفاة خالتي التي كنت يوماً أكلمها و ألمسها و أسمعها و أشعر بها... تأكدت أنني لم أكن أعرف ما معنى أن يموت شخص ما ؟ توفيت جدتي و جدي ...الخ ، كان الانتحار موضوعاً شائعاً في فكري.... و في كتاباتي .... مع ذلك اكتشفت أني أجهل ما هو الموت ؟
ما هو الموت يا ترى ؟؟

تأكدت أن الموت يخيفني أو بالأحرى يثير أحزاني و يوقظ دموعي و يكسر ظلامي الداخلي. في الماضي حاولت أن أعتبر أن الموت و كأنه وسيلة لمعرفة غاية الحياة أو وسيلة تكشف سر الحياة. نجحت في هذا.  لكني لم أنجح في تقبل الموت بشكل نهائي، كحقيقة مطلقة و نهاية لا يمكن التهرب منها.
أخاف كثيراً أن تستمر حياتي بهذا الشكل. لأني أريد أن أجعلها أفضل.

وفاة خالتي نزهة التي كنت أحبها و أتعاطف معها و أقبلها بدون شروط، أقبلها كما هي بمحاسنها الجميلة و عيوبها القليلة.. كنت أشبه خالتي في شخصيتها لهذا بكيت مع زهرتي في الهاتف كي لا يحدث لي ما حدث لها...
بكيت ثم ندمت، لأني أبكي مع فتاة... أنا مجنون 

قالت لي خالتي : الصداقة البريئة جميلة.

سأشتاق للتكلم معك..

كنت أحاول أن أساعدها عن طريق زياراتي المتكررة لمنزلها، كنا نتمشى معاً، نضحك بجنون، نتناول طعامها اللذيذ و نشاهد البرامج الكوميدية فهي تكره مشاهد العنف و الحزن في التلفاز.. كنت أخطط أن أصنع معها ذكريات جديدة لكن الموت فاجئني.. أريد أن أكرهه لكن أعجز عن فعل أي شيء... الموت قوي و نهاية محتومة.

استعرت كاميراً من زميلة في الفصل كي أعمل لها صوراً تذكارية، عملت معرضاً إفتراضياً لأجعل لوحاتها متاحة للعموم كي تبقى في الأرشيف و لتكون أعمالها دليل على وجودها.  أردتها أن تعود للرسم و أن تبيع لوحاتها كي تحظى ببعض الشهرة و المال. أردتها أن تعود للفن و الكتابة، اقترحت عليها أن تكتب مذكراتها و خواطرها وافقت و لا أعرف هل بدأت أم لأ.. لأني أهملتها كثيراً مؤخراً، فكرت كثيراً أن أكتب كتاب حول حياتها، كي تكون عبرة للجميع و لتلهم الآخرين، كما ألهمتني أنا ، نعم أحزنتني حكايتها لكنها ستعطيني الكثير من الأمل و الفرح.

نعم سوف أغير حياتي. أقسم، أنا متأكد أن حياتي سوف تتغير و سيكون التغيير إيجابياَ.
سوف أغير حياتي، و لن أكون شخصية اكتئابية بعد الآن.

أتذكر اللحظات الجميلة و السعيدة التي عشتها مع خالتي، أتذكر حياتي عندما كنت طفلاً، أتذكر رغبتي في التغيير و طموحاتي، أحلامي، و رغبتي الكبيرة في مساعدة الناس و عمل الخيرات، أتذكر مشاعر قديمة و صوراً عتيقة، و أصوات لا زال صداها يتردد في داخلي.
أريد أن أحضن صديقي القديم، أين أنت ؟ 
لماذا أصبحت تتصرف بنذالة...

أشعر بالحزن و بالوحدة، نعم أملك أصدقاء مثل زهرتي و فارس و غوى، لكن هذا لا يكفيني كي أكون سعيداً. فارسي يعيش في الكويت و غوى تعيش في السودان، زهرتي صديقتي المقربة تنحدر من مدينة في شمال المغرب و تعمل الآن في أزيلال، و هي تسعى و تعمل لتحقيق أحلامها. لكن ماذا عني أنا ؟ هل سأبقى أسقط في نفس الحفرة ؟ 
هل سأبقى في غرفتي وحيداً أسمع الموسيقى و أبكي ؟ هل سأصمت عندما يسخرون مني، هل سأستمر بالتلعثم كلما أردت أن أتكلم في فصل الجامعة.
أين أنت يا دموعي ؟؟

أريد أن أكون قوياً و أن أدرس بجد لأحصل على الإجازة في المغرب ثم الماستر في إيطاليا، أعلم و أنا متأكداً أن هذا هو الطريق الوحيد الذي سيجعلني مستقراً و مستقلاً. قبل دقائق كنت في المرحاض قلت بصوت منخفض لنفسي : "غني حزين أفضل من فقير حزين"

حتى لو لم أتعافى من ذكرياتي، حتى لو لم أتخلص من تلعثمي أو مشاعري Y ، أو ذكرياتي التي تطل دائماً بوجهها القبيح. سأكون 1- 2-3 ، سأعطي للآخرين ما حرمت منه، و ستكون حياتي أفضل.
أعاني من الحزن و من أزمة وجودية، أريد أن أقتنع أن ال..... هو الحقيقة، و أريد أن أكون في وطن حر و مستقل حتى أنعم بحريتي و كرامتي. أريد أن أكون أفضل. سأتوقف الآن عن التمني و سأستيقظ لأحقق ما أحلم به ، سأتصرف بحكمة و بشجاعة، و لن أخجل من أي شيء و من أي شخص.

الكثير من العلاقات مبنية فقط على مصالح ذاتية شخصية، مباشرة، الكثير من العلاقات مبنية على الكذب  و النفاق و المجاملات، و الابتسامات الصفراء، النظرات الخالية من أي مشاعر. عرفت هذا جيداً، الآن أرى كل هذا أمامي ؟ أشاهد ما يحصل أمامي و كأني أشاهد مسلسلاً تركياً درامياً ؟  إذن لن أحزن. و سأحاول أن أربط علاقات جديدة على أسس صحيحة و بأفكار جديدة...

البعض سأقول لهم 
لا أريدكم في حياتي
ارحلوا
لا أريد نفاقكم و مشاعركم المزيفة
أريد أن أكون وحدي أكثر.
أريد أن أكون وحيداً في هذه الفترة.
لا أريدكم بجانبي 

أما الآخرون فــــــ

لن أتكلم عنهم الآن لأن قلبي يتمزق و لا أحد يشعر بي.

لن أنتظر من أي شيء أي شيء، حتى لا أشعر بخيبة الأمل التي أكرهها.

        اليوم زرت قبرها و قلت لها : " أنني أحبها كثيراً و أن وفاتها أثر على العديد من الأمور العائلية، أخبرتها أن أبنائها في المغرب و هم يحبونها كثيراً و أنهم وفيون لها، قلت لها أن لا تشعر بــــ.........  فلهم ظروفهم الخاصة، قلت لها أنني سأزورها كثيراً "

رحمك الله يا خالتي.