مرحبًا لجميع القراء والقارءات... لقد عدت من جديد للتدوين هنا وغالبًا سأعود لنشاطي في هذه المدونة الشخصية بالموازاة مع مدونتي الأخرى "أصدقاء الكتب".
الآن أود ان أشارك مجموعة تعليقات للرد على بعض الأفكار المغلوطة التي قرأتها في هاشتاغ "#واش_ماعندكش_ختك" في تويتر الذي يعني بالفصحى: أليست لديك أخت؟
ما حدث ببساطة هو أنه تم تسريب فيديو قصير تظهر فيه تلميذة تصرخ وتستثغيث بالناس لإنقاذها من مغتصبها الذي يضربها ويُحاول خلع ملابسها في حضور شخص آخر يصور هذا المشهد في الشارع العام بإحدى القرى المغربية.
انتشر الهاشتاغ بسرعة لإدانة المُغتصب والتضامن مع الضحية وهذا أمر مُمتاز ويظهر قوة مواقع التواصل الإجتماعي في التضامن والإحتجاج وممارسة ضغط اجتماعي على الدولة لتمارس واجباتها لكن الهاشتاغ دليل واضح على تجذر على الذكورية وثقافة الإغتصاب في المغرب.
انتشر الهاشتاغ بسرعة لإدانة المُغتصب والتضامن مع الضحية وهذا أمر مُمتاز ويظهر قوة مواقع التواصل الإجتماعي في التضامن والإحتجاج وممارسة ضغط اجتماعي على الدولة لتمارس واجباتها لكن الهاشتاغ دليل واضح على تجذر على الذكورية وثقافة الإغتصاب في المغرب.
هذه تعليقاتي وأرجو مشاركتها ومناقشتها لفهم صحيح لهذه الواقع المُعاش.
1- ما حدث ليس مُجرد مُحاولة بل إعتداء جنسي حقيقي باستعمال العنف وفي الشارع العام. من يحاول استصغار حادثة الإعتداء واعتبارها مجرد "محاولة" يجب أن يراجع طريقة فهمه للإغتصاب وتعريف الإغتصاب حسب منظمة الصحة العالمية.
1- ما حدث ليس مُجرد مُحاولة بل إعتداء جنسي حقيقي باستعمال العنف وفي الشارع العام. من يحاول استصغار حادثة الإعتداء واعتبارها مجرد "محاولة" يجب أن يراجع طريقة فهمه للإغتصاب وتعريف الإغتصاب حسب منظمة الصحة العالمية.
2- المغتصب عمرهُ 21 عامًا، وبالتالي يُعتبر شخصي راشد في نظر القانون، لذا يجب أن يعاقب ويتحمل المسؤولية. الدفاع عنه باسم طيش الشباب هو دفاع عن جريمة الإغتصاب.
3- شتم المُغتصب بالحيوان أو بالوحش أو غيرها من الألفاظ لن يحل المشكلة نهائيًا. فلنتذكر أن الشاب تربى في المجتمع المغربي ولم يأتي من كوكب أجنبي.
4- هناك من يقول هذه أول مرة يسمعون بهذا أو يحدث هذا ولكن ما وقع في تلك القرية ليس حالة إعتداء فردية ولكن هناك حالات متكررة كثيرة. هل نسيتم الطفل أيمن الذي تعرض للإغتصاب من طرف امرأة ومات في آسفى، فتاة الحافلة المُعاقة في الدار البيضاء، السيدة المسنة التي هجم عليها مجموعة مغتصبين وحتى الحمار الذي تعرض لاغتصاب جماعي من طرف مراهقين والجثة التي تعرضت للاغتصاب وأخرجوها من القبر في سلا... إلخ. نحن أمام ظاهرة اجتماعية وليس مجرد حالات فردية.
5- البعض يستفسر عن أصل المشكلة ومن هو المسؤول؟ - أصل المشكلة في الذكورية التي تسيطر على فكر هذا المجتمع المتخلف الذي يرى المرأة كائن أدنى من الرجل والذي يظن أن الحل يختزل في غض الرجل لبصره أو ارتداء المرأة الحجاب والنقاب. الذكورية هي أصل المشكل.
6- البعض يطالب بالإعدام لمعاقبة المُغتصب. لا أتفق مع الإعدام في هذه الحالة، لأنها ستكون جريمة ثانية. هناك عقوبات أخرى أفضل وأكثر إنسانية، لكن القانون في المغرب مجرد حبر على ورق. إذا كان لا يطبق بصرامة فما حاجتنا له ؟
7- من يقول "اعتبرها أختك" أقول له "أنا أراها كإنسان قبل أن أراها كأختي أو كبنت عمي" لا أحتاج لأعتبر جميع النساء أخواتي حتى لا أغتصبهن. كفانا من هذه التعابير السخيفة الذكورية.
ـــــــــــــــــــــــ
الحلول واضحة: هناك حلول أخلاقية تربوية وأخرى قانونية.
2- إدماج التربية الجنسية في المدرسة للأطفال والمراهقين لتربيتهم وتوعيتهم بما يتناسب مع أعمارهم وهذا دور المختصين في التربية والبيداغوجيا وعلم النفس التربوي.
3- الإعلام يجب أن يساهم في التنوير الفكري وفي توعية المجتمع بالقانون وليس استخدام هذه القضايا لإثارة زوبعات إعلامية تافهة لأغراضهم الشخصية. هذا دور الإعلام بجميع وسائله سواء تلفزة، جرائد، راديو بالإضافة للإعلام الجديد بما فيه المُدونات..إلخ
4- يجب على القانون تجريم جميع أنواع الإغتصاب بما فيها التحرش الجنسي والإبتزاز الجنسي والإغتصاب الزوجي والتغرير الجنسي للأطفال. هذا حُلم حاليًا بالنسبة لي لأن المجتمع يتسامح مع الكثير من أنوع الإغتصاب ويعتبرها عادية مثل اغتصاب الزوج لزوجته أو اغتصاب بدون إيلاج مهبلي.. إلخ. لدرجة يتعامل مع الأمر كـ "هتك العرض".
5- عدم التسامح مع جميع مظاهر ثقافة الإغتصاب والذكورية في المجتمع. هذا دور المجتمع المدني وفي الحقيقية، أين هي تيارات المجتمع المدني والجمعيات النسوية والمنظمات الحقوقية؟ من خلال تصريحاتهم عن الحوادث أشعر بالإحباط فمن يجب أن يكون جزءًا من الحل هو نفسه مشكلة.
في الأخير، أتسائل.. لماذا أغلب الفتيات التلميذات محجبات وبالوزرة المدرسية والتلاميذ بدون وزرة؟ أليس هذا تمييز بين الجنسين منذ مرحلة الطفولة؟
ما حدث هو جريمة تؤكد أننا نعيش في مجتمع منافق ولاأخلاقي وذكوري ... يتظاهر بالتدين وبالأخلاق لكن يمارس جميع أنواع الفساد الأخلاقي في السر. وبعدما يتم فضح بعض الحالات تتعالى أصوات الإدانة والإستنكار لكن بمجرد مرور أسابيع قليلة يتناسى الجميع ما حدث وتعود نفس الأصوات لصراخها بعد ظهور فضيحة جديدة. دون التفكير في تطبيق حلول جذرية على أرض الواقع. إنه مجتمع يعيش على الفضيحة ويتسامح مع ثقافة العار والإغتصاب.
إذا كنت تتفق معي يرجى مشاركة المنشور مع أصدقائك للإفادة العامة وإثارة نقاش صحي. ولا تنسو مشاركة رأيكم في التعليقات.