عيناك
تتحركان دائماً و كأنهما تهويان الرقص، فهما دائماً تنظران إلى المحرمات، يداك دائماً
تقترفان نفس الذنوب، قلبك أدمن العشق المحرم، و عقلك أدمن على الأفكار السلبية التي
تعود بك إلى الوراء، أذناك تسمعان نفس الأصوات و التأوهات، تحررك الألحان الصاخبة و
تجعلك أشبه بالمجنون، جسمك يتحرك بخفة كلما حاول رجال الشرطة الإمساك بك، و أنا ما
زلت لا أعرف كيف أحببتك يا مجرم. ليست لديك حياة سعيدة، لديك مشاكل و هموم، و دماء
في يديك، أنت لا تنام الليل و أنا لا أفهمك.
أعلم أنك
شخص جذاب، استثنائي، لا يوجد شخص يشبهك، هكذا خلقك الله، أنت تشترك معها في صفات كثيرة،
و في نفس الوقت أنتما مختلفان، و هذا هو ما يُميز علاقتكما، أعلم أنك شخص جيد في أعماقك،
لكن لماذا ترتكب جميع هذه الجرائم ؟
قل
اسمي و ستجدني بجانبك.
ترتكب
جميع جرائمك ضد نفسك، أنت تجرح نفسك و تجعل
من معالجة تلك الجروح مهمة صعبة لممرضتك الحنونة، أنت تحاول أن تنتحر لكنك لا تموت،
تدمي قلبك التعيس، تضرب جسدك و تصفع وجهك و كأنك تكرهه، جسدك رياضي و جميل لكنك لا
تحمل الأثقال، لا تريد جسداً مثير بعضلات مفتولة، أنت ترغب أن تقتل غرائزك و شهواتك،
تريد أن تكبت رغباتك التي تمنحك سعادة مؤقتة و حزناً دائم، و عندما تلبي الرغبة الوحيدة
التي تدخل على قلبك السرور، تصلي و تسجد لله بعينين مملوءتين بالدموع، ليختلط صوت قراءة
القرآن بصوت بكائك.
و
عندما تندم، و تُقْبلُ على معاقبة نفسك، تسجن نفسك في غرفتك، تمنع عن نفسك الكلام و
تنسى هاتفك الخلوي، تقيد يديك و تمنعهما من التعبير عن نفسيهما، تضع حواجز كثيرة في
طريق نجاحك، و هي في الواقع حواجز وهمية.
لا
أفهم لماذا تفعل كل هذا في حق نفسك، أنت ذكي و تستطيع أن تحقق ما تطمح إليه، فلماذا
لا تريد أن تتوب ؟ لماذا لا تنهي هذه العقوبات حالاً ؟ هي تحبك و كانت تظن أنك ستتغير
لكنك خيبت أملها كثيراً، فتغير، هيا ماذا تنتظر؟ هذه هي الفرصة المناسبة.
هناك
قليل من النور في داخلك يريد أن يظهر فدعه يظهر لينير حياتك.
تستطيع
أن تنطق باسمي و سأكون بجانبك لأساعدك..
لا
تتردد في طلب المساعدة.
قل اسمي و ستجدني بجانبك.