رواية رائعة جداً، أسلوب بسيط و جميل، تراكيب لغوية ممتعة .
الغلاف الأمامي للكتاب رائع، و العنوان مثير و جذاب دمجت نسرين البخشونجي بين "حنين" اسم الشخصية الرئيسية، و "الحنين " كاحساس لتختار "غرف حنين" كعنوان لروايتها القصيرة.
الرواية تحكي عن قصص 5 أشخاص:
حنين (الشخصية الرئيسية و صاحبة الفندق).
كرمة (المطلقة حديثاً)
آمال (العازبة الجميلة)
زينب (عاملة التنظيف)
زاكي (الشاب المغربي المثقف الذي تعافى من المثلية الجنسية)
و تحكي بالتدرج حكايا كل شخص من هؤلاء بشكل سلس و سريع.
بداية و نهاية الرواية يحيلان على شيء واحد و هو وجود حنين في المستشفى إما تتعافى من غيبوبة أو مجروحة من حادثة سيارة خطيرة و هي تستحضر أحداث ماضية من خلال الفلاش باك (الإسترجاع). و في نهاية الرواية يبدو أن حنين بين الحياة و الموت لدرجة أنني فكرت أنها حاولت الإنتحار.
1 - الطريقة التي تطرح بها كلام شخصية روائية غائبة عن المشهد لكنها تستحضر صوتها حتى تدافع عن موقفها و تطرح فكرتها. كان هذا الأمر تجديدي و رائع جداً. و لأول مرة أجده في رواية.
2 - قامت بتقسيم الرواية ل12 فصل. لكنها استخدمت عبارة "غرفة" بدل عبارة "فصل".
أحببت كثيراً كيف أثارت نسرين موضوع المثلية بشكل مختلف، و كأنها لم ترغب أن تلعب دور الواعظ أو دور القاضي لتقول الحقائق المطلقة المفروضة و لتحاكم الناس. كانت موضوعية في طرحها بحيث طرحت 2 وجهات نظر متعارضة و لم تبدي تحيز لأي واحدة. لكني لم أقتنع أن زاكي مثلي متعافي فقط لأنه لم يطنب في الشرح، و لم يقل كلاماً يؤكد أنه متعافي و ليس يحاول أن يتعافى. كانت هذه المعلومات ضرورية من اجل إغناء الشخصية كي تترسخ في ذهن القارئ، و مع ذلك لا أظن أنني سأنسى هذه الشخصية بالذات.
الإهداء في الغلاف الخلفي كان رسالة موجهة لزاكي!
هل يا ترى زاكي
شخصية حقيقية استوحتها نسرين لتصبح شخصية روائية.
" أتدري يا زاكي، أنا لست تلك المرأة
المهذبة التي تتكلم معك، ولا تلك الأنيقة التي تبدو في صورة البروفايل، كما أنني
لست تلك الحنونة التي ساعدتك على الحديث في أمور شديدة الحساسية دون أن تشعر بحرج،
ولست تلك التقية الورعة المولعة بالصوفية والتصوف "
-1-
الرواية قصيرة، هذا اختيار الكاتبة لكن تمنيت أن أعرف الكثير عن زاكي المغربي، و تمنيت أن أعرف كيف ستتطور الأحداث المتعلقة بالشخصيات الأنثوية الأخرى، النهاية مفتوحة و لم تكن كافية كي تؤدي وظيفتها النفسية و التأثيرية.
هناك بعض الأشياء المهمة التي تنقص الرواية و هي متعلقة فقط بوصف نفسية و ماض الشخصيات. لم تكن الشخصيات كثيرة، لذا كان من الممكن الإسهاب في هذا الأمر. سأنتظر الجزء الثاني لو وجد :)
-2-
بعض الأخطاء اللغوية البسيطة، يجب أن تهتم لها الكاتبة، بالإضافة للتنسيق الداخلي للكتاب.
إقتباسات :
ــ كان طريقها طويلًا، نفق
أنبوبي مظلم... في آخره تمامًا يكمُن النّور، ذلك الذي يتخلّل لونه الناصع البياض
خيوطًا شعاعية ذهبية، ضوء بللّوري لا يشبه أيًّا ممّا رأتهُ في حياتها.
ــ هنا في ذلك المكان الجديد الذي وصلت إليه، يتعارفون دون
كلام... دون إشارة، هنا يقرؤون الأفكار.
ــ أنا لا أخشى الموت .. صدقنى .. حتى أننى لا أفهم يوما سر علاقة كلمة
"بعد الشر" بالموت .. لماذا نحن البشر لا ندرك أن الموت حقيقة لا
يمكن الافلات منها؟لماذا نحلم بالأبدية رغم استحالتها ؟ .. و الأهم لماذا نعتبر مقابلة الخالق شرا ؟
نحن نخاف الموت و هو يعيش فينا .. و منه تمنحنا الحياة حياة .. فنحن كائنات تحيا بفعل الموت.
شكرا لك زكرياء على قراءتك و عرضك للرواية. ملاحظاتك فى محلها و سأعمل على تفاديها أن شاء الله.
ReplyDeleteدمت بكل الود
نسرين البخشونجى
سرقاك ياقلبي باكيا والوهممو فيك مشركا
ReplyDeleteالم تروي قصص السعادة وقتها ها انا ابدو لك بكيا
رحماك يارب فانا عبد ضاع في مسميات السعاده
او لستو ادري ان العروق الناشفه تبكي
هل يوجد رابط لتحميلها الكترونيا وبكم الشكر
ReplyDelete