الكاتب "مصطفى فتحي" جريء و شجاع لأنه تناول هذا
الموضوع ، متجاهلاً جهل المجتمع و الإنتقدات الهدامة التي سوف يواجهها بكل تأكيد و أريد أن أسأله :
هو هذا الكتاب هو بقلمك، أم بأسلوب بطل القصة (عصام) لأنك
بدأت الكتاب و كأنك تقرأ رسالة إلكترونية مرسلة من طرف عصام ، الشاب الذي تعرف عليك و حاول أن يحكي لك عن تجبرته الشخصية لتنشرها لقراءك... !!
الكتاب يسرد بواقعية حالة الألم و الحزن التي تعيشها فئة كبيرة من المثليين بسبب الاضطهاد الذي يتعرضون له، و بسبب مشاعرهم المثلية غير المنسجمة مع قناعاتهم الدينية التي تربوا عليها منذ الطفولة، و بالتالي يعيشون مع الألم، الخوف من الفضيحة، النبذ من الآخرين، عقدة الذنب، الشعور بالنقص، التجارب الجنسية المتهورة ...الخ
الكاتب مصطفى فتحي برز وجهات نظر مختلفة : الأولى يمثلها الشيخ صلاح، رجل الدين المتفتح و المحاور الجيد، الذي يعتبر المثلية الجنسية شيء شاذ و مخالف للطبيعة و يرى أنها ابتلاء و امتحان من الله عز و جل.
وجهة نظر الثانية : يمثلها الأستاذ و
الحقوقي حسام الذي يرى أن المثلية ميول جنسية مختلفة و طبيعية، و أنه يجب على
الدولة حماية حقوق المثليين.
و طرح هذه الأفكار التي تعبر عن وجهات
نظر مختلفة يؤكد أن الطرح كان موضوعياً،
لكن نهاية القصة تبرز بوضوح شديد أن بطل القصة "عصام" قد تنبى وجهة
النظر الثانية التي مثلها الحقوقي حسام. لكن لن استغرب إذا لم يتمسك عصام بقراره،
فهو شاب تائه و في مفترق الطرق، و قد يغير قراراته في أية لحظة تماماً كما حدث
لصديقه محمد الذي حاول أن يتخلص من ميوله المثلية عن طرق الالتزام الديني و التطوع
في الأعمال الدينية و الخيرية، و بعد أسابيع حلق لحيته و عاد لحياته القديمة .
ما أثارني لقراءة الكتاب هو عنوانه
الجميل و الموضوع المثير الذي يدور حوله، و كنت أتمنى لو كان الكتاب أكبر بقليل،
لأني متأكد أنه توجد صفحات أخرى في حياة عصام لم يتم الكشف عنها، و أتوقع أن أجد
جزءاً ثانياً لهذا الكتاب مستقبلاً، لأن نهايته المفتوحة توحي بأن أحداث القصة سوف تتطور و ستنمو من جديد.
أحببت كثيراً المزج بين السرد و الوصف؛ و الحوار الذي كان بالعامية المصرية، و هذا منح الكتاب واقعية كبيرة لتطورات الأحداث و لرسم الشخصيات. أما العبارات المرفقة ( المقتبسة من أغاني محمد منير) فهي رائعة جداً، و أنا أحب كثيراً دمج كلمات الأغاني مع السرد الأدبي.
الكتاب من الناحية الأدبية ليس مبهر، لكن ما جعله جيد و مثير بالنسبة لي هي المعلومات التي يطرحها.. المتعلقة بتطورات حياة عصام و ذكرياته... أعتقد أن الكتاب كان من الممكن أن يكون ممتازاً لو كتبه مصطفى فتحي على شكل رواية أدبية طويلة على لسان بطلها عصام، لكن مصطفى فتحي صحفي و كاتب مقالات و ليس روائي.
اشكرك جدا على التقرير.. في الحقيقة عجبني جدا
ReplyDeleteتحياتي
مصطفى فتحي
https://www.facebook.com/pages/Mostafa-Fathi/114675921971690
بالنسبة لسؤالك.. القصة مش رسالة الكترونية.. دي فكرة من خيالي نفذت بيها الكتاب.. كمان هي مش قصة عصام لوحده هي قصص عرفتها من كذا شخص فجمعتها في قصة لشاب مصري واحد.. 50% من الكتاب حقيقي و50% من خيالي
ReplyDelete