" حياتنا ليست ملكاً لنا، من ميلادنا وحتى مماتنا نحن مرتبطون بالآخرين، في الماضي والحاضر والمستقبل. وبكل عمل خير أو شر نخلق مستقبلنا" هذه هي المقولة الثورية التي أحفظها عن ظهر قلب وأرددها بصوت مقدس وكأنها آية قرآنية مفضلة. هذه المقولة المقتبسة من فيلمي المفضل " Cloud Atlas" من الممكن أن تكون مجرد مقدمة لكتاب يفسر معانيها المتداخلة والتي تجمع ما هو إنساني بما هو حيواني وما هو اقتصادي بما هو اجتماعي وسياسي وما هو جنسي بما هو ديني. لهذا اختار صناع الفيلم شعار: "كل شيء مترابط" لأن الفيلم يربط بين كل شيء. لذلك حينما يسألني أحدهم عن قصة الفيلم أجيبه أنه عن قصة البشرية فوق الأرض فلا يمكن أن أقول له شيء جزئي يذكر أمر ويتجاهل أمر آخر. إن الفيلم عن كل شيء. إنه يمزج بين 6 قصص و6 حياوات و6 أمكنة وأزمنة لكي يؤثر في المشاهد ويرسل له الرسالة الواحدة التي يتفرع عنها كل شيء. أليست الحقيقة مفردة ونسخها ما هي إلا زيف كما تقول سونمي-451 في الفيلم.
الحقيقة تبدأ برقم واحد فلماذا نتوه بين الحقائق والفيلم يبدأ بالثانية الأولى لكي يستمر إلى حين أن يتجاوز الساعة الثانية والنصف. ( يمكن تحويل الفيلم لمسلسل تلفزي ناجح) المحيط ما هو إلا كم وافر من القطرات فلماذا لا نؤمن بقطراتنا ؟
السينما هي من بين المتع التي أحبها والتي أعتبرها امتداداً للكتابة. السينما هي الزوجة الشرعية للموسيقى وللرواية. هذا الفيلم نجح بشكل عظيم في أن يجمع بين الرواية والموسيقى والسينما وأيضاً المكياج. وهذه من بين أسباب تفضيلي لهذا الفيلم.
حصل ألبوم الموسيقى التصويرية للفيلم على 3 جوائز Best Score كما حصل الفيلم على جائزة Best Make-up، بالنسبة لي يستحق جائزة أوسكار لأفضل فيلم لكنه ظلم إعلامياً وتجارياً ومع ذلك سيكون له تأثير كبير لا يمكن توقعه تماماً كما قال توم هانكس. الفيلم مقتبس من رواية سحابة أطلس التي نشرت سنة 2004 للمؤلف ديفيد ميتشل، لقد حصلت على أرفع جائزة أدبية في بريطانيا كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجوائز البوكر وجوائز أخرى متخصصة في روايات الخيال العلمي. نجاح الرواية لم يشفع للفيلم للأسف لأن الفيلم فشل في شباك التذاكر والمشكلة كانت في خطة التسويق الدعائي وأيضاً في التمويل لأن الفيلم مستقل ووجد مصاعب مالية.
هناك أفلام تشاهدها وترى نفسك في شخصياتها، أفلام تتعلق بها وتحبها وتؤثر بك لأنها تقدم لك الجديد والمختلف.. أفلام تساعدك لتفهم العالم. هذه هي الأفلام التي تستحق أن تضعها في قائمة الأفلام المفضلة. هناك أيضاً أفلام تشاهدها وقد تعجب بها لكن تنساها بسرعة و فيلم سحابة أطلس هو حتماً من بين الأفلام التي لن أنساها لأنني أعتبره فيلماً غير حياتي بطرق عديدة. إنه فيلم مثالي بموسيقى تصويرية خلابة وبشخصيات كثيرة وأفكار ثورية عميقة.
يتم إنتاج آلاف الأفلام كل سنة وهناك الكثير من الأفلام التافهة جداً والتي تنتج فقط لأسباب تجارية فقط. للأسف الشديد هذا العالم المادي والذي تطغى عليه النزعة الاستهلاكية أفسد الفنون الذي تحول إلى تجارة. لكن مع ذلك هناك أفلام استثنائية تستطيع أن تولد لتجعلنا نبعث من جديد، فكرياً وعاطفياً وإنسانياً. هذه الأفلام القليلة هي التي تدخل التاريخ وتؤثر في الأجيال وتتم دراستها في الجامعات والمعاهد نظراً لقيمتها الفنية والجمالية والإبداعية أو قوتها التأثيرية والفكرية. وبالنسبة لي وللكثيرين مثلي فسحابة أطلس يندرج ضمن مجموعة الأفلام الخالدة.
هذا الفيلم أدهشني وما يزال يدهشني ويؤثر بي في كل مرة أشاهده. (شاهدته 6 مرات) إنه فيلم مشوق وملهم ومستعد أن أشاهده لمرات أخرى لكي أفهمه بصورة أعمق وأستمتع بصوره الفنية وموسيقاه الجميلة وشخصياته التي أحاول أن أعرفها كما أعرف نفسي. لذا أحاول الآن قراءة الرواية الإنجليزية التي لم ترجم بعد للعربية (أتمنى أن أترجمها بنفسي).
سحابة أطلس ليس مثل فقاعة الصابون التي تبهرنا للحظة لكنها تتفرقع في رمشة عين وليس فيلماً تجارياً مثل أفلام الأبطال الخارقين الذين يكسبون الملايير حول العالم في شبابيك التذاكر. في الحقيقة، هذه الأفلام تموت بسرعة لكن سحابة أطلس هو فيلم من أجل المستقبل، إنه فيلم للأجيال القادمة فهي التي سوف تفهمه بشكل أفضل.
أكثر شيء جعلني أرتبط بهذا الفيلم بغض النظر عن قصصه الجميلة وموسيقاه المؤثرة وشخصياته الإنسانية هو شعور عميق بداخلي أتشاركه مع سونمي-451 يخبرني أنني أعيش في عالم ديستوبي وكأنني موجود داخل رواية شبيهة بروايات مباريات الجوع أو دايفارجنت أو جزء سونمي-451 في رواية سحابة أطلس. مشاعري حقيقية وليست زائفة وهي معي منذ سنوات، ربما تعود لطفولتي، وبدأت أعي بها منذ شهور طويلة، منذ أن بدأ وعيي يتطور بحروب هذا العالم وأحداثه التي تظهر لي بوضوح أنه يتم التلاعب بنا واستغلالنا وأننا نعيش تحت نظام نخضع له منذ ولدنا ويجب أن نتمرد عليه بكل قوانا إلى حين أن نموت. هذا النظام يجب أن يسقط بشكل تام، يجب أن نخربه ونهدمه من الأعماق.
ليس هذا هو الشعور الوحيد الذي يربطني بالفيلم أو بالأحرى بأحد شخصياته.. توجد مشاعر أخرى كشعور الإخاء الإنساني التي يتجاوز العرق واللون كما حدث مع أوتوا الأسود الذي قال لآدم يوينغ أن روابط الصداقة أقوى من رابط الدم.
أحببت الطريقة التي تمرد فيها تيلدا على أبيها التي كانت تهابه طوال حياتها وإخلاص روبيرت لحب سيكسمت الذي أهدى له أفضل سمفونية ألفها في حياته. أحببت مشاعر الحب التي تكونت بين المحارب جاي تشو والمستعبدة التي تحررت سونمي.
أبهرتني بنية الفيلم المتنوعة فكل جزء يتم سرده بطريقة مختلفة.. وهذا لا يؤثر نهائياً على انسجام وتسلسل أحداث الفيلم. إن صناعة هذا الفيلم هو نجاح في التحدي الذي رفعه صناعه الذي وصل عددهم للمئات. هناك تفاصيل صغيرة جداً مثل قطرات الماء التي يجب على كل مشاهد أن يجدها لنفسه، فهذا الفيلم محفز للتفكير وللإحساس وأعتقد أن المشاهد يجب أن يقوم بمجهود لكي يفهمه. هذه هي المتعة الحقيقة.
أنقري هنا للمشاهدة.
يجب أن نتوقف وأن لـ لحظات قليلة لنحمد الله على نعمة "فيلم سحابة أطلس".
أكثر شيء جعلني أرتبط بهذا الفيلم بغض النظر عن قصصه الجميلة وموسيقاه المؤثرة وشخصياته الإنسانية هو شعور عميق بداخلي أتشاركه مع سونمي-451 يخبرني أنني أعيش في عالم ديستوبي وكأنني موجود داخل رواية شبيهة بروايات مباريات الجوع أو دايفارجنت أو جزء سونمي-451 في رواية سحابة أطلس. مشاعري حقيقية وليست زائفة وهي معي منذ سنوات، ربما تعود لطفولتي، وبدأت أعي بها منذ شهور طويلة، منذ أن بدأ وعيي يتطور بحروب هذا العالم وأحداثه التي تظهر لي بوضوح أنه يتم التلاعب بنا واستغلالنا وأننا نعيش تحت نظام نخضع له منذ ولدنا ويجب أن نتمرد عليه بكل قوانا إلى حين أن نموت. هذا النظام يجب أن يسقط بشكل تام، يجب أن نخربه ونهدمه من الأعماق.
ليس هذا هو الشعور الوحيد الذي يربطني بالفيلم أو بالأحرى بأحد شخصياته.. توجد مشاعر أخرى كشعور الإخاء الإنساني التي يتجاوز العرق واللون كما حدث مع أوتوا الأسود الذي قال لآدم يوينغ أن روابط الصداقة أقوى من رابط الدم.
أحببت الطريقة التي تمرد فيها تيلدا على أبيها التي كانت تهابه طوال حياتها وإخلاص روبيرت لحب سيكسمت الذي أهدى له أفضل سمفونية ألفها في حياته. أحببت مشاعر الحب التي تكونت بين المحارب جاي تشو والمستعبدة التي تحررت سونمي.
أبهرتني بنية الفيلم المتنوعة فكل جزء يتم سرده بطريقة مختلفة.. وهذا لا يؤثر نهائياً على انسجام وتسلسل أحداث الفيلم. إن صناعة هذا الفيلم هو نجاح في التحدي الذي رفعه صناعه الذي وصل عددهم للمئات. هناك تفاصيل صغيرة جداً مثل قطرات الماء التي يجب على كل مشاهد أن يجدها لنفسه، فهذا الفيلم محفز للتفكير وللإحساس وأعتقد أن المشاهد يجب أن يقوم بمجهود لكي يفهمه. هذه هي المتعة الحقيقة.
أنقري هنا للمشاهدة.
يجب أن نتوقف وأن لـ لحظات قليلة لنحمد الله على نعمة "فيلم سحابة أطلس".
احسنت .. فيلم يختبر الذكاء ومن افضل افلام تأريخ السينما ان لم يمن أفضلها
ReplyDelete