Sunday, January 25, 2015

الصديق وطن صغير



سابقاً كنت لا أؤمن بالصداقة و كنت أرى الناس من خلف نظارة سوداء بسبب مكرهم و أنانيتهم، عنفهم و نفاقهم، و الآن أعتبر الصداقة من أكثر الأشياء أهمية في الوجود.

أنا سعيد لأن قناعاتي تختلف و لأنني أتطور باستمرار.

فيلم الخطأ في نجومنا



الكثيرون يقولون عني: شخصية وحيدة و أنا حقاً كذلك، و هذه ليست مشكلة.أحاول أن تكون علاقتي مع الآخرين واضحة، لأنني لا أرضى بأنصاف الأصدقاء و لا أريد أن أكون صديق الجميع. كما لا أحب صداقات المصلحة و العلاقات المزيفة، لذا أفضل أن أكون بعيداً عن مسرحيات الآخرين.

إذا كانت الصداقة تحتاج أن أعطي الوقت الكثير للآخرين...مع وجود أنه صداقتي معهم قد لا تكون مهمة، و قد تجلب لي المتاعب. فأنا مستعد أعيش من دون أصدقاء. يبدو أن الصداقات المتعددة مُكلفة زمنيا.ً


أحب أن أكون وحيد. و في الكثير من الأحيان أحب الوحدة، ليس اختياري هو بسبب تخوف أو انهزامية و سلبية، لكن لأنني أشعر أنها اختيار و وضع صحي جداً من نواحي مختلفة. كما أنني لا اشعر بالوحدة لأني أملك أشياء كثيرة أعتبرها أصدقاء مثل الأفلام و الكتب... هكذا أكون بخير.

فيلم سارقة الكتب
بالنسبة لي
الصديق هو شخص قد تكون معه كما تكون مع نفسك، دون أقنعة. هو شخص يحبك دون شروط و يقبلك كما أنت. و يحبك من دون الاهتمام بمصالح مادية أو دنيوية.
الصديق هو شخص لا تفرضه عليك ظروف الحياة، بل هو شخص تختاره من بين مجموعة أشخاص. لذا فإن وجوده في حياتك هو نتيجة لاختيار حر.

الصديق ليس شخصاً تملأ به فراغ غرفتك الباردة أو شخصاً تقضي معه وقت فراغك أو عطلة الأسبوعية...
أو شخص تتذكره حينما تعاني من مشكلة و تنساه حينما تنتهي.
الصديق ليس هو شخص تحتاج له ليشرح لك درس الرياضيات أو ليساعدك في رياضة ما، أو شخص كل ما تريده منك هو أن يسمعك و أن يجد لك الحلول لمشاكلك و الأجوبة لأسئلتك. 
لكن الصديق هو شخص وجوده في حياتك مهم جداً ... مهم لأنه يوجد بينكم روابط عميقة أسمى من رابط الدم أو العائلة. 

الاحترام، التقدير، الشكر، الإخلاص، الصراحة، القبول غير مشروط، الحب، التفهم و حسن الاستماع ... جميعها أمور بسيطة و مهمة لصداقة ناجحة.
فيلم سحابة أطلس
ربما في الصديق نرى أنفسنا. لأن الصديق يصارحنا بحقيقتنا و بقول لنا ما يقتنع به، لأن الصديق الحقيقي هو من يقول لك رأيه بغض النظر عن ردود فعل.


الكثيرون يخسرون أصدقاءهم و لا ينفعهم الندم، و في الأخير يجيدون أنفسهم محاطون بالأوغاد و المنافقين الاستغلاليين. لذا كن مسؤولاً عندما تدخل في علاقة صداقة.

"تُسمى الصداقة كذلك فقط حينما تكون حقيقية" ليدي غاغا
" الصديق هو روح واحدة تعيش في جسدين" أرسطو
" من الصعب جداً شرح معنى الصداقة فهي ليست شيئ يمكن أن تتعلمه في المدارس و إذا لم تتعلم معنى الصداقة فأنت لم تتعلم اي شيء" محمد علي.

Wednesday, January 21, 2015

مطبخ الحب by عبد العزيز الراشدي

مطبخ الحب هي رواية مغربية-عربية، بقلم عبد العزيز الراشدي، نشرت سنة2012، من طرف ثقافة للنشر و التوزيع، و تباع إلكترونياً في موقع النيل و الفرات.كوم.

الرواية مغربية معاصرة، اجتماعية وواقعية مع وجود بُعد نفسي رومانسي وسياسي وأيضاً فكري. بالنسبة لي أهم ما يُميز الرواية من حيت الموضوع ليس هو البعد العاطفي وكل ما يتعلق بالعلاقة بين بطل الرواية عبد الحق و حبيبته سهام، بل البعد السياسي والبعد الاجتماعي المتجسد في إثارة الكثير من المواضيع الاجتماعية و الظواهر السلبية التي تدهور أزمة المجتمع المغربي. التي قد ألخصها باقتباس من الصفحة182: "البلد مكشوف و الجميع يعرف أعطابه جيداً لكن الناس لا يرغبون في حلها و لا في الحديث عنها"




طرحة الرواية العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية من أهمها: البطالة التي يعاني منها أصحاب الشهادات الجامعية، الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا عبر قوارب الموت، الفساد السياسي، انتهاك الحقوق والحريات. وأيضاً أثارت بشكل موجز ظواهر اجتماعية أخرى مثل انتشار الحشيش وأنواع أخرى من المخدرات، الدعارة ودعارة الرجال، التجسس في الأحياء الشعبية، الفقر والشعوذة.

يستخدم سارد الرواية ضمير المتكلم مما يضفي حميمة واضحة وانسجام مع أفكار و مشاعر عبد الحق (الشخصية الرئيسية في الرواية). لا توجد شخصيات كثيرة في الرواية مما يجعلها رواية هادئة لكن هدوءها هو ظاهري، فخلف وحدة عبد الحق توجد الكثير من المشاعر و الأحاسيس، وخلف رحيل سهام (حبيبة عبد الحق)، يوجد الكثير من الألم و الخوف و الذكريات الأليمة، وخلف الملابس المحتشمة للنساء توجد رغبة عميقة في الاستمتاع بلذة الجسد.


 أشعر بالأسف لأنه من خلاب بحثي في غوغل  وجدت أنها لم تحظى بشهرة كبيرة، لذا أتمنى أن أترجم الرواية للغة الإيطالية، وأتمنى أن أجدها مترجمة مستقبلاً لأحد اللغات الأجنبية العالمية مثل الانجليزية، الإسبانية أو الفرنسية. الرواية تستحق أن تصبح مشهورة، والأهم بالنسبة لي هي شهرتها على المستوى الوطني. كما يمكن توظيف الرواية لأغراض تربوية و بيداغوجية، خصوصاً أنني وجدت الرواية في مكتبة عامة في مدينة سلا معروضة للإعارة المجانية، بدعم من وزارة الثقافة المغربية.

*******

هناك بعض الأشياء البسيطة التي لم تعجبني، لكني أعتقد أنها مهمة رغم بساطتها. لأن هذه الرواية تقف وراءها رغبة صادقة و حقيقة في التغيير و نقد المجتمع و ليس رواية تجارية، أراد كاتبها أن يقضي وقتاً ممتعاً أو مسلياً. لذا أقترح أن تدرس للتلاميذ  في المدارس الإعدادية و الثانوية. و طبعاً أرشحها لأي قارئ عربي يريد أن يتعرف على خصائص المجتمع المغربي المعاصر.

سأضعها في قائمة: الأشياء التي لم تعجبني أو ربما نقط الضعف، لكن هذا لا يقلل من إعجابي بالرواية نهائياَ، في موقع غودريدز منحتها 5نجوم و قمت بترشيح الرواية لعشرات أصدقائي في الموقع.

تصميم الغلاف أنيق، منظم و رائع. لكن لوحة الغلاف التشكيلية الجميلة غير متناسقة بتاتاً مع محتوى الرواية.
يبدو أن العنوان "مطبخ الحب" رائع و ملفت للانتباه لكنه يعطي فكرة للقارئ أن الرواية ذات طابع رومانسي و يدعم هذه الفكرة اللوحة التشكيلة التي تزين غلاف الرواية. أظن أن هذا راجع لاختيار تجاري فقط. الرواية ذات طابع اجتماعي و سياسي بالدرجة الأولى.
الكاتب يوظف العديد من المصطلحات الشعبية و العبارات العامية من دون إضافة هوامش في أسهل الصفحات أو قاموس صغير في آخر الرواية، يقدم فيها تفسير تلك العبارات العامية المغربية. كما توجد أيضاً عبارات فرنسية مكتوبة بحروف عربية، و أخرى عبارات فرنسية مكتوبة بحروف فرنسية. أتساءل كيف سيفهم القارئ العربي هذه الكلمات المغربية أو الفرنسية. أتعامل مع الأمر بشكل جدي، لأن الرواية عربية و يتوجه بها للكاتب لقارئ عربي لأنها تعالج مواضيع خاصة بالمجتمع العربي  و المغربي خصوصاً.
أنا لست ضد استعمال عبارات عامية أو شعبية في الكتابة الروائية لكن من دون مبالغة، يجب أن نوظفها لغايات محددة، لغايات جمالية، وظيفية و بيانية. و طبعاً لإضفاء لمسة واقعية على الرواية.


بنية الرواية غير واضحة و لا تساعد القارئ كي يتذكر فصولها، الفصول مقسمة بشكل غير واضح، لا يخضع للمكان أو للزمان أو لتطور الأحداث.

الأمكنة في الرواية واضحة جداً: مدينة سلا حيث يقيم يد الحق و حيث يوجد مطبخ الحب، الرباط و الدار البيضاء. لكن الأزمنة فهي غير واضحة، و أتوقع أن زمن الرواية هو قبل سنة 2011 أي قبل اندلاع الربيع العربي و احتجاجات حركة 20 فبراير في المغرب.

ربما يستطيع الكاتب أن يضيف جزء ثاني للرواية و ربما مطبخ الحب قد تكون ثلاثية رائعة، والنهاية الحالية لمطبخ الحب هي نهاية على الورق، لأنني متأكد أن يوجد الكثير من عبد الحق و الكثير من سهام كما أتمنى لو وجدت مقاطع بلسان سهام لأنها شخصية صامتة تقريباً، إلا أنها تسكن خيالات عبد الحق. ربما يمكن إضافة بعض المقاطع الرومانسية، لتكون حقاً كما وصفها محمد الخضيري " مطبخاً يحمل خلطة من الأكلات المتنوعة تجمع بين السياسي و الاجتماعي و العاطفي" . أنا لاحظت أنها ركزت على البعد الاجتماعي و السياسي و ليس على المستوى العاطفي، لكن هذا أمر رائع و اختيار العنوان ذكي جداً.


نقط القوة في نظري:

1- العنوان الرائع والمختلف والملفت للنظر "مطبخ الحب"
2- غنى الرواية بالاستعارات والتشبيهات المركبة.
3- غنى الرواية بالمعلومات عن المجتمع المغربي.
4- صدق الرواية و تعبيرها للواقع المغربي.
5- الطريقة التي قدم بها الجسد. جريئة وصادقة.
6- شخصية " عبد الحق" لا تلعب دور الضحية.
7-  شخصية سهام كان لها قرار واضح. لا يوجد تقلب في تطور الأحداث، لكن الأحداث تتطور بشكل تدريجي موزون و مقنع. خصوصاً في نهاية الرواية.
8- الرواية سهلة الفهم بالنسبة للقارئ المبتدئ، لا توجد أحداث كثيرة أو شخصيات كثيرة وحتى المواضيع الصريحة و الجدية قدمت بشكل بسيط، كما أنا بساطتها لا تقلل نهائياً من قيمتها الأدبية.


 بما أنني ما زلت أشعر بهم في مدينتي سلا، و ربما يوماً ما رأيت عبد الحق بالصدفة، سأقتبس من كلماته و سأقول:
أنه نصف خجول و حزين لا يعلن عن حزنه، إنه يحاول من جديد أن يواسي نفسه بلذة الجسد، سهام ما تزال تسكن خيالاته. إنه مجرد رجل عار و وحيد، يمسك بحزمة أوراق في مطبخ الحب. و هي ربما طفلة مجروحة قررت أن تغادر لتربح حياتها بعيداً عنه، ربما ستعود في وضع مختلف. البارحة أنهيت صفحات الرواية و لم أعرف بعد ماذا سيحدث. الآن ذكرياته تنام في حضن أوراقه مثل جسده الذي يحتضن جراحهُ و جراحي بصمت.

Friday, January 09, 2015

الكلمات التي منحتني القوة


الكلمات التي منحتني القوة.
عزيزي القارئ
في حياتي، مررت من تجارب من مختلف الأنواع، و واجهت مشاكل تبدأ من المخدرات و تنتهي بالاكتئاب، دون أن أتوقف نهائياً البحث عن المعرفة الذاتية و السعادة.
 دائماً ستتواجد مواقف جيدة و أخرى سيئة، قلوب محطمة و انتصارات، و جميع الحالات النفسية الوسطى. لكن أحياناً، كلمات قليلة بسيطة تستطيع أن تحقق فرقاً كبيراً، تستطيع أن تمنح الراحة و الإلهام.
كل يوم أتأمل و أصلي لأتواصل مع قوتي الداخلية. لا يهم كم عمرك، من أين أتيت، ما هو عرقك أو دينك: منَ الأساسي أن تكون لك قوة داخلية و أكبر منك تستطيع أن تعتمد عليها في حالة الشعور بالحاجة. بالنسبة لي، هذه القوة العظيمة، هي الله، و بالنسبة لك قد تكون أي شيء تؤمن به: الكون، الكارما..الخ. أحياناً يكون هذا صعب، لكن من المهم أن يكون لك شيء يحفزك،  يشجعك و يساعدك لترى الجانب الجيد للأشياء لتُواصل تَقدَُمك للأمام.
هذا الكتاب يحتوي على مجموعة أفكاري، الاقتباسات التي تلهمني، برفقة بعض الدروس التأملية، أفكار و مجموعة من المَهام اليومية البسيطة. هذه الأشياء ساعدتني كثيراً و بشكل حقيقي. هكذا الكتاب هو هدية أريد أن أشارككم إياها.
كيفما كانت حياتكم، أرجوكم، اقرؤوا هذه الكلمات و اعلموا أنني سأكون موجودة من أجلكم دائماً. كونو أقوياء و شجعان، أحبوا على قدر ما تستطيعوا، و لن يكون لديكم شيئاً لتخسرونه.



مع محبتي.

ديمي لوفاتو

السخرية لا تقتل


الذي تُغضبه السخرية فهو شخص ضعيف.و الذي يرد بالعنف على إساءات الآخرين فهو أيضاً كذلك. العنف هو سلاح الضعفاء. توجد طرق كثيرة أخرى للرد أو للتوضيح في حالة سوء الفهم أو للرد على أفعال العنصرية أو الإرهابية. يوجد قضاء و نحن لا نعيش في غابة بل في مجتمع متحضر يجب أن يعبر عن مظاهر الحضارة. ليس فقط في الأجهزة الإلكترونية و الملابس الأنيقة لكن ايضاً عن طريق الأخلاق، القيم، الثقافة و حسن التصرف.

عوض أن تحاول أن تخرس الجميع تعلم كيف تتجاهل أحكام الآخرين السلبية. و عوض أن تتعب نفسك في حوارات التوضيح و التبرير لأشخاص يكرهونك، غير أسلوبك في التعامل و سترى أنك ستحقق تغيير

يجب أن تتعلم كيف تمشي في الشارع بثقة، من دون الإهتمام بنظرات الآخرين لك.

ليدي غاغا تسقط بسبب علو الكعب
يجب أن تتعلم كيف تعيش بحرية. أن لا تكترث للناس، لآراءهم، لنقدهم الهدام، لسخريتهم و لإساءاتهم. أما إذا أردت أن ترد فليكن ردك يعبر عن مستواك، لا عن مُستواهم. يقول المهتما غاندي: " إذا قابلت الإساءة بالإساءة فتى تنتهي الإساءة"

إذا فال لك أحدهم كلام ساخر أو إساءة!!، اضحك بثقة و واصل طريقك..

أعلم أنه يوجد أناس لا يراعون مشاعر الآخرين، و يتسلون بمضايقتهم عن طريق الكثير من التصرفات، لكن ما هو الحل في نظرك، هل سوف تتدنى لمستواهم و ترد عليهم بنفس الأسلوب السيء. بالنسبة لي، أجدها فرصة جيدة لتطوير شخصيتي و طريقتي تعاملي مع الآخرين.


و  كما تقول أمي: "الكلام البذيء لا يلصق في أجسادنا" و أذكر مقولة مغربية أخرى: "الكلام تيمشي مع الهوااء" ههههه

لا تكرث لأحد، و تجاهل الأشخاص الذين يريدون أن يجعلوا منك أضحوكة.

ليدي غاغا تواصل طريقها متجاهلة ضحك الآخرين