Tuesday, June 28, 2016

مسلسل الخانكة: حبكة ضعيفة، غياب المعالجة الدرامية وتكرار نفس القوالب المستهلكة.





يروى مسلسل "الخانكة" قصة أميرة، وهي معلمة رياضة تعمل في مدرسة دولية للأغنياء تتعرض للتحرش الجنسي من طرف تلميذ في مستودع تغيير الملابس بالمدرسة، وبسبب ما تتعرض له من ضغط ذكوري يومي كانت ردة فعلها عنيفة جداً حيث قامت بضربه مرات متعددة في عضوه التناسلي بشكل قوي إلا أن فقد الوعي. أصبحت قضيتها في متناول الرأي العام بسبب تناول برنامج مشهور للحادثة وتحولت أميرة في نظر المجتمع للجانية وليس الضحية وذلك بسبب فساد المجتمع وتسرع الناس في الحكم على الآخرين

المسلسل تم تقديمه أنه "دراما، إثارة وتشويق" وهو من النوع الاجتماعي الواقعي. يسلط الضوء على  قضايا مختلفة مثل التحرش الجنسي، النفاق الاجتماعي، Victim blaming، إنهيار القيم الأخلاقية عند طبقة الأغنياء/رجال الأعمال والأحكام المسبقة التي يصدرها الناس عن الآخرين بسبب المظهر والصور النمطية. جميع هذه المواضيع في غاية الأهمية لكن المسلسل للأسف الشديد لم يعرض أية معالجة درامية توعوية بل قام بالتركيز فقط على ما حدث لأميرة من مشاكل سواء في السجن أو في مستشفى الأمراض العقلية... ليصبح المسلسل فارغ من أي عمق فكري/ إنساني أو توعية اجتماعية مدروسة.
مسلسل الخانكة يمكن مقارنته بمسلسل ما ذنب فاطمة؟، مسلسل قضية رأي عام، فيلم 678... وجميع هذه الأعمال الدرامية بالطبع أفضل منه.


غادة عبد الرازق من بين أفضل الممثلات العربيات عندي لكن هذا لن يمنعني لكي أقول رأيي بصراحة في المسلسل خصوصا أني سوف أركز على التأليف الذي قام به محمد دسوقي.

 صحيح أن الحلقات الأولى كانت جيدة وإيقاعها السردي كان سريع ويشد انتباه المشاهد لكن ابتداءاً من الحلقة 14 (تقريباً) أصبح المسلسل ممل مع اختفاء عنصر التشويق. الأحداث تطورت بشكل خاطئ: أميرة تدخل السجن بسبب تهمة أخلاقية وعمل (عاهة مستديمة) لتلميذ وبمساعدة المحامي تذهب لمستشفى الأمراض العقلية كي تتخلص من مسؤوليتها العقلية أثناء وقوع الحادثة.
عوض أن تدافع أميرة عن نفسها بشكل قانوني وتدخل في صراع ضد سليم الخواجة بمساعدة المحامي الذكي قررت أن تلجأ لطريقة ملتوية لم تحقق منها أي شيء غير تعقيد وضعها القانوني وتأكيد أحكام الآخرين الظالمة. كانت هناك الكثير من العناصر التي يمكن الإعتماد عليها: مثل اعتراف المراهق عاصم الذي يعتبر الوحيد الذي يمكن تبرئتها. الصحفية المتدربة، أمينة التي تمثل نموذج الإعلامي الشريف والتي عرضت مساعدتها فهي تملك دليل(الفيديو الذي تم تعديله) يمكن أن يغير مسار القضية . تعاطي عاصم المخدرات الذي يمكن إتباثه بالإضافة لسهولة كشف كذبة العاهة المستديمة التي اختلقها سليم الخواجة بمساعدة الطبيب المرتشي...الخ. 
بالنسبة لي كان يمكن للأحداث أن تأخد منحى آخر بسبب وجود هذه المعطيات. ليس بالضرورة منحى تقليدي يتبع للمسطرة القضائية لكن منحى أكثر تشويقاً وواقعية المهم هو السعى نحو إحقاق الحق. 

فيما يخص شخصية أميرة. لاحظت وجود تناقض غير منطقي مع الأحداث، ففي الحلقات الأولى يتم تقديمها أنها شخص متحرر، مستقل مادياً، تعيش لوحدها وتختلف عن الآخرين، قوية الشخصية بحيث تفعل ما تريد وما تؤمن به دون الإكتراث لكلام الآخرين، كما أنها لا تسكت على التحرش الجنسي ولا ترضى بالظلم لكن بعد دخولها للسجن انقلبت بشكل كامل مع كل الصفات المذكورة. أصبحت حزينة، مكتئبة، انتحارية، مستسلمة للظلم مع العلم أنها في البداية قامت بتحدي سليم وأظهرت له مقاومتها وقالت بشكل واضح أنها لن تتنازل عن حقها. لكن أتساءل أين هي المقاومة؟ وهي التي تقرر الإنتحار لتتخلص من حياتها وكأنه لا يوجد أمل في تبرئتها من تهمة ظالمة. أين هي المقاومة وهي التي تقرر أن تهرب مرتين في المستشفى عوض أن تحقق خطة المحامي الذي تثق به. لماذا الهروب عوض أن تدافع عن نفسها كما أعلنت سابقاً لسليم وكما فعلت في سجن النساء مع إلهام نبطشية. هذا التناقض في سلوكها غير مبرر وغير منسجم مع تطور الأحداث.حد الآن)
بسبب غبائها وسلبيتها تحولت بالفعل من ضحية إلى جانية والأسوء أنها أصبحت هاربة في العدالة.


الأشياء الأخرى التي لم تعجبني:

1- الخانكة تم تصويرها بشكل مستهلك وغير حقيقي. شخصية زميلات أميرة غير واضحة، خصوصاً شخصية هايدي وبعض المجنونات اللواتي لم أعرف لحد الآن أمراضهن وهل هن مجنونات أم مدعيات فقط... أما الممرضات للأسف الشديد قدموا بطريقة نمطية مثل العادة.  
2- هناك بعض التصنع في التمثيل: مثلاً الممثلة المغربية التي تمثل دور تيا، لم تتخلص من اللكنة المغربية في لهجتها المصرية وكان من الأفضل لو تم تقديمها كزوجة مغربية. (بالمناسبة مجهودها كان واضح في المسلسل ولا أقلل منه.)
3-  الطريقة التي تخلص بها حسين من الممرضة  سيدة غير مقنعة نهائياً. لقد قتلها بدم بارد بواسطة السم قبل أن تدلي بشاهدتها وماتت بهدوء من دون إثارة الجدل، مع العلم المحامي نادر كان موجود. القتل كان مدبر وفي وقت حاسم لكن مع ذلك تم تجاهل الأمر.
4- شخصية رضوى غير واضحة المعالم، بالنسبة لي، إنها الممثلة انتصار الكوميدية التي لم تتقمص أية شخصية غير تقديم نفسها. هل كانت ضيفة شرف في المسلسل ؟!!
5- المحامي نادر، يقال أنه من بين أمهر المحامين لكن لا يوجد إتباث على ذلك في المسلسل. لقد خسر وظيفته وتقبل الأمر الواقع ويحاول أن يساعد أمينة لكن لم يطرح أي حل يظهر مهارته.
6- غياب غير مبرر للنقد السياسي في المسلسل في ظل وجود شخصية سليم الخواجة والإعلامية نور.
7- الموسيقى التصويرية ناقصة. توجد معزوفة كلاسيكية جميلة يتم تكريرها في مشاهد مختلفة.
8- غياب تام للجمعيات النسوية الحقوقية أو لردود فعل إيجابية على اعتبار أن القضية أصبحت قضية رأي عام.
9- المسلسل هيمن عليه الطابع التجاري الاستهلاكي.  
9.5- يوجد ترويج لنفس طرق العيش الروتينية ولنفس ثقافة المظاهر والمادية.( الرجال خائنين منتجين.. والنساء سطحيات بلا ثقافة ويكثرن من استهلاك مساحيق التجميل). هذا أكبر شيء مدمر بالنسبة لي لأنه أفرغ المسلسل من كل بعد توعوي اجتماعي.

10- غلاف المسلسل سيء جداً جداً جداً. مقلد، مقلد، مقلد.
11- العنوان بسيط جداً ويعتمد على الغموض فقط لأن الأغلبية لا يعرفون معنى الخانكة. لا أقصد أن العنوان سيء فهو جيد لكنه غير منسجم مع محتوى المسلسل لأن هذا الأخير لم يركز على الخانكة ولهذا كان يمكن تسميته بـ "فضيحة معلمة" ععع ذكرني هذا العنوان بمسلسل "سجن النساء" الذي اختار أيضا عنوان يعتمد على مكان محوري  وكان الإختيار موفق لكن في حالة مسلسل الخانكة الإختيار كان فاشل. (هناك شبه بفيلم الهروب من الخانكة، 1986.)

لا يوجد أي تجسيد للخانكة برا.


هناك مشاهد رائعة في المسلسل:
- مشهد الشجار بين أميرة وعاصم في مستودع الملابس، كانت تضربه وفي نفس الوقت تسترجع كل الإزعاجات التي عاشتها بسبب التحرش الجنسي
- مشهد أميرة بعد الإستيقاظ من النوم وهي تكتشف أن نبطشة قامت بقص شعرها.
- جميع مشاهد الفلاش باك من طفولة أميرة، كانت مشاهدة ساحرة.
- زيارة أميرة لقبر والدتها ومعاتبها لها على طبيعة تربيتها.
- مشهد المصارحة بين عاصر وأميرة التي طالبته بقول الحقيقة. 
- مشهد " أنا لست طبيعية" أميرة أمام اللجنة الطبية في الحلقة 15، ممتاز جداً، مؤثرة وحقيقية.  :D

  

الشخصيات التي أعجبتني:

- نور، الإعلامية المشهورة الإنتهازية التي تهتم فقط لنجاحها وشهرتها وصوتها أمام الناس والتي تزيف الحقيقة لمصالحها الشخصية.

- سليم الخواجة، رجل الأعمال الغني المستعد ليفعل أي شيء لمصالحه، إنه شخص يحترف الكذب ويعرف كيف يتلاعب بزوجته التي يخونها.(يوجد تعظيم لهذه الشخصية غير مبرر، إلي أية درجة هذه الشخصية قوية ونافذة اجتماعياً؟)


- شخصية مدحت، طليق أميرة، المسالم والمحترم رائعة وكنت أتمنى لو تم منحه مساحة أكبر. 


ملاحظة: وقت نشر هذه المراجعة شاهدت فقط 22 حلقة ولا أعرف ماذا سيحدث في الحلقات الأخيرة القادمة (التي سأشاهدها) لكن أتمنى أن تتطور الأحداث بشكل أكثر تشويق وواقعية وأن تكون النهاية متفائلة. أن ينتصر فيها الحق على الباطل، تماما كما يمكن أن يحدث في الواقع في ظل هذه المعطيات الدرامية.
ألاحظ أن المسلسل يحصل على مدح كثير زائف ويوصف بالجريء لكن أين هي الجرأة؟ موضوع التحرش الجنسي تم تقديمه مئات المرات ولهذا كان ينبغي تقديمه بشكل مختلف وجريء بالفعل عوض التكرار.
أين يتجلى الإختلاف في هذا المسلسل؟ وما هي العناصر التي يمكن من خلالها أن نقول أن هذا المسلسل متميز وسيترك أثر كبير مستقبلاً ؟

Monday, June 20, 2016

ليدي غاغا تعلن دعمها لهيلاري كلينتون ومعجبينها يعارضونها



كغيرها من مشاهير هوليوود  قامت ليدي غاغا بدعم  هيلاري كلينتون في حملتها الرئاسية، معللة: 
"هيلاري للرئاسة. لا شيء قادر أن يحبط سيدة قوية، صوتو على أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، تحكي يا أمريكا، هذه البلاد بحاجة لقليل من الروك إند رول."
بمجرد أن شاركت ليدي غاغا الصورة، إنهالت عليها آلاف التعليقات المعارضة التي تنتقدها بسبب دعمها لهيلاري كلينتون، السياسية التي تبلغ من العمر 68 سنة والتي كانت سابقاً وزيرة خارجية والسيدة الأمريكية الأولى حينما كان زوجها، بيل كلينتون رئيساً. ما أعجبني في الوحوش الصغار هم أنهم تجاهلوا كل حبهم لغاغا وإعجابهم بفنها ليعارضوا رأيها السياسي الذي وصلوا حتى التشكيك فيه بسبب أن هيلاري كانت لمدة طويلة ضد المساواة وحقوق المثليين على عكس غاغا التي تعتبر أحد مدافعة عن حقوقهم. نعم، يمكننا أن نكون معجبين لشخص دون أن نتبعه ونؤيده في كل آراءه بلا تفكير.

هذه هي تعليقات المعجبين المعارضة التي ترجمتها من صفحة . ليدي غاغا بالفيسبوك

 " أرجوكم، لا تصوتوا عليها لمجرد أنها امرأة. كإمرأة هذا أبسط تفكير يمكننا أن نقوم به، قومو بالتصويت على  أساس القضايا وليس نوع الجنس." Amanda Jagielo

" لا تصوتو أبدأ على هيلاري. ستكون لدينا فرصة أخرى لنصوت على امرأة. لكن قد لا تكون لنا نهائياً فرصة للتصويت على بيرني ساندرز- إنه تقدمي، صادق ومهتم، كما أنه سياسي محنك للغاية، لديه الشجاعة والإصرار ويعرف. أما هيلاري فهي مجرمة متاجرة بالحرب." Wahneta Trotter

 " هيا غاغا، أنت أفضل من هذا. بسبب استراتيجية قمع الناخبين، الشركات الإعلامية التي تكذب بسببها، هيلاري هي آخر شخص أريده أن يصبح رئيساً لبلدي سواء كانت ذكراً أم أنثى. كنساء علينا أن نكون ذكيات من أولئك الذين يحاولون استخدام أعضائنا التناسلية الأنثوية لتكون سبباً للتصويت على شخص ما." .Kate D.

" غاغا لا. النساء قويات ولا يمكنك أن تهزم امرأة لكنها ليست امرأة جيدة. إنها مجرمة وكاذبة. سوف أدعم الرئيسة الأولى حينما تستحق ذلك."  Mackenzie Martone


" واو. ما زلت لا أصدق. أن نصوت لها لمجرد أنها قد تكون الرئيسة الأولى ؟؟ من الواضح أنك لا تهتمين لجيشنا وللناس الذين تركتهم يموتون في بنغازي !! كل الأكاذيب والتضليل ! لقد هددت أمننا القومي بسبب خادم بريدها الإلكتروني. !! دوه !! " Chris B.Justice

" أنا أيضاً أريد أن يكون الشخص التالي في الرئاسة امرأة، لكن ليس هيلاري. سيتم وضعها في السجن قبل أن يفوز اسمها في الإقتراع. " Ellison  L.Daniels

" أنا لا أصوت بمهبلي. إذا قمت بالتصويت على شخص، لن يكون لجنسه أي دخل في قراري. ما يهم هو تاريخه التصويتي، أهدافه.. الخ هذه هي الأشياء التي تهم حينما نتوجه إلى صناديق الإقتراع." Courtney Lyn Dilley

" أنا أحبك يا غاغا لكنني لن أصوت على هيلاري. سأصوت على الثورة السياسية لبيرني ساندرز. هيلاري داعية حرب ومتغطرسة تمثل حكم القلة. الجنس لا يجب أن يكون السبب الوحيد لدعم مترشح." C. Chatto

" صحيح، هيا لنصوت على هيلاري كلينتون. التي ترتدي سترة قيمتها 12 آلف دولار لتتكلم عن اللامساواة الإقتصادية في أمريكا. التي تدعم قانون سوف يدمر بشكل أساسي حياة ملايين الناس في بورتو ريكو. التي لم تدعم حقوق المثليين حتى فعل ذلك أوباما. إنه لأمر محزن حقاً عندما يقوم شخص يزعم بالدفاع عن حريات الأشخاص الأقل حظاً وييقرر أن يقف في صف شخص مثل هيلاري كلينتون. هل هكذا تريد غاغا أن تدعم قوة المرأة ؟ جدياً، في المستقبل سوف تفتح الطريق للكثير من المرشحات للرئاسة. إذا فازت هيلاري وأصبحت رئيسة وفشلت لن يقوموا بلومها على أساس أنها سياسية فاسدة بل سوف يلومونها على أساس أنها امرأة. في النهاية، هيلاري لن تدعم النساء وسوف تفشل جميع النساء بسببها، جميع السياسيات سوف تتم مقارنتهن بالرئيسة الفاسدة التي صودف أنها امرأة."  E. Olivieri




في هذا الفيديو، يمكنكم أن تفهموا لماذا يصفونها بالكاذبة والسياسية الفاسدة ولماذا لا يثقون بها.