Thursday, September 27, 2012

مُجرم في حق نفسه




                 عيناك تتحركان دائماً و كأنهما تهويان الرقص، فهما دائماً تنظران إلى المحرمات، يداك دائماً تقترفان نفس الذنوب، قلبك أدمن العشق المحرم، و عقلك أدمن على الأفكار السلبية التي تعود بك إلى الوراء، أذناك تسمعان نفس الأصوات و التأوهات، تحررك الألحان الصاخبة و تجعلك أشبه بالمجنون، جسمك يتحرك بخفة كلما حاول رجال الشرطة الإمساك بك، و أنا ما زلت لا أعرف كيف أحببتك يا مجرم. ليست لديك حياة سعيدة، لديك مشاكل و هموم، و دماء في يديك، أنت لا تنام الليل و أنا لا أفهمك.


     أعلم أنك شخص جذاب، استثنائي، لا يوجد شخص يشبهك، هكذا خلقك الله، أنت تشترك معها في صفات كثيرة، و في نفس الوقت أنتما مختلفان، و هذا هو ما يُميز علاقتكما، أعلم أنك شخص جيد في أعماقك، لكن لماذا ترتكب جميع هذه الجرائم ؟
قل اسمي و ستجدني بجانبك.

       ترتكب جميع جرائمك  ضد نفسك، أنت تجرح نفسك و تجعل من معالجة تلك الجروح مهمة صعبة لممرضتك الحنونة، أنت تحاول أن تنتحر لكنك لا تموت، تدمي قلبك التعيس، تضرب جسدك و تصفع وجهك و كأنك تكرهه، جسدك رياضي و جميل لكنك لا تحمل الأثقال، لا تريد جسداً مثير بعضلات مفتولة، أنت ترغب أن تقتل غرائزك و شهواتك، تريد أن تكبت رغباتك التي تمنحك سعادة مؤقتة و حزناً دائم، و عندما تلبي الرغبة الوحيدة التي تدخل على قلبك السرور، تصلي و تسجد لله بعينين مملوءتين بالدموع، ليختلط صوت قراءة القرآن بصوت بكائك.

و عندما تندم، و تُقْبلُ على معاقبة نفسك، تسجن نفسك في غرفتك، تمنع عن نفسك الكلام و تنسى هاتفك الخلوي، تقيد يديك و تمنعهما من التعبير عن نفسيهما، تضع حواجز كثيرة في طريق نجاحك، و هي في الواقع حواجز وهمية.

لا أفهم لماذا تفعل كل هذا في حق نفسك، أنت ذكي و تستطيع أن تحقق ما تطمح إليه، فلماذا لا تريد أن تتوب ؟ لماذا لا تنهي هذه العقوبات حالاً ؟ هي تحبك و كانت تظن أنك ستتغير لكنك خيبت أملها كثيراً، فتغير، هيا ماذا تنتظر؟ هذه هي الفرصة المناسبة.


هناك قليل من النور في داخلك يريد أن يظهر فدعه يظهر لينير حياتك.
تستطيع أن تنطق باسمي و سأكون بجانبك لأساعدك..
لا تتردد في طلب المساعدة.
قل اسمي و ستجدني بجانبك.

Tuesday, September 11, 2012

نحن من نسيء للرسول و ليس الفيلم



بالنسبة لي أنا مقتنع أن من أنتج ذالك الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة و السلام، لم ينتجه بهدف السخرية من النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام، بل من اجل السخرية منا ، كي يشوه صورتنا في العالم بأسره، و ليقدمنا كأشخاص إرهابيين، يحرضون على العنف، المناهضون للإسلام يجعلوننا نغضب لنظهر بصورة بشعة أمام العالم إنهم ببساطة يقولون للعالم: " انظروا و شاهدوا المسلمين و هم غاضبون، إنهم يشتمون و يلعنون" . و أنتم بسذاجة تحققون لهم رغبتهم.

 الإسلام لا يحتاج منا أن نكتب الشتائم في الفيسبوك، و لا يحتاج منا أن نتصرف بتلك الطريقة التي تسيء لنا أكثر مما يسيء لنا ذلك الفيلم، إنه فيلم تافه ليس له أي قيمة فنية لكن الكثير من المسلمين أعطوه أكثر من حجمه و ساعدوا في الدعاية له،لا أظن أن منتج الفيلم قد قام بحملة دعائية للفيلم فهو يعرف جيداً أن المسلمين هم من سيتكفل بالتسويق. و هذا ما ألاحظه فمن نشر الفيديو في اليوتيوب هم مسلمون لذلك لم أجد لحد الآن الموقع الأصلي للفيلم.

أنا بالطبع لست ضد أن يحتج الناس ضد هذا الفيلم، لكن الإحتجاج لا يكون بتلك الطريقة التي لم تتبث فعاليتها، لأن إساءتهم ضدنا  تتكرر و ستتكرر، لأنهم يرون الإسلام من وجهة نظرهم الخاطئة.

أنا مع تقافة الإسلام، التي أعتبرها تقافة السلام، الحوار، الحب.
 

هناك ردة فعل إيجابية أحببتها كثيراً و هي عمل حملة في النت بالإنجليزية للتعريف بالرسول عليه الصلاة و السلام، و هذا الأمر تحقق بالفعل و يوجد موقع مشهور لهذه الغاية، لكن تمنيت لو شارك الجميع في هذه الفكرة، أما من يريد أن يحتج في الشارع فليفعل ذلك لكن بطريقة حضارية تجعله يعطي صورة جيدة عن أخلاق المسلمين و في هذه اللحظة نحن من سينتصر لأننا سننشر صورة حقيقية جيدة عن الاسلام، و سيظهر أصحاب الفيلم في وضع سيء.

السيء في الأمر هو أن توجد أفلام أخرى حققت نسب مشاهدات عالية، أعلى من عدد مشاهدات الفيلم المسيء، من اشهر تلك الأفلام فيلم "مات السفير" الذي حدث في ليبيا حيت تم قتل شخص دبلوماسي أمريكي لا علاقة له بالفيلم.  كما سخر منا العالم أجمع على فيلم "حرق السفارة الذي تم تصويره في السودان بحيت تم الهجوم على سفارة دولة أجنبية أخرى لم ينتج الفيلم على أراضيها.

كل هذه ردود الأفعال هي ردود سلبية لا تخدم الإسلام في أي شيء، بل تسيء لصورته في العالم.

أحب أن أختم تدوينتي بهذه القولة لعبد الرحمن السديس : [ إنّ نصرةَ رسول الله ليست في زعومٍ و دعاوى تُنشر ، و لا عواطفَ و انفعالات تُبَثُّ و تُنثر فحسب ، كلا  فلن يغنِيَنا صَفّ الحروف إذا لم ننكِر بسنته المنكرَ ، و نعرّف المعروف . إنّ نصرته الحقيقية في اتِّباع هديه و سنته عليه الصلاة والسلام و اقتفاء سَنَنه و محجّته ، و عَدم مخالفته ]

 

Monday, September 10, 2012

طعام، صلاة، حب by إليزابيث جيلبرت



هو فيلم أمريكي درامي مقتبس من رواية تحمل نفس العنوان، يحكي قصة كاتبة أمريكية حزينة كل ليلة تقضيها مستلقية على الأرض تبكي، كانت تشعر بالملل من حياتها، و من زواجها الذي لم يحقق لها السعادة،  لقد علمت أنها تحتاج إلى التغيير لذالك قررت التخلص من زواج فاشل و قررت أن تسافر إلى إيطاليا لكي تبدآ رحلتها الى السعادة.

تقول الكاتبة : "هناك نكتة إيطالية قديمة رائعة  تقول أن رجل فقير يذهب للكنيسة  يومياً و يصلي كل يوم و يتوسل إلى تمثال القديس الكبير.عزيزي القديس من فضلك أدخلني إلى الجنة. أخيرا عادت الروح إلى التمثال و نظر إلى الرجل المُتوسل و قال له: إبني من فضلك اشتري تذكرة"

و هذا ما فعلته الكاتبة ، اشترت 3 تذاكر: لإيطاليا، الهند، أندنوسيا. لتقيم في كل بلد أربعة أشهر ليكون المجموع هو سنة، قضتها في التلذذ بالطعام، في الصلاة ، و كان هدفها الأساسي أن تجد التوازن في حياتها، التوازن بين ملذات جسدها و روحها.


* هذه إقتباسات من الكتاب نالت إعجابي:

- في صندوقي أضع جرائد و مجلات و كل الأشياء التي أريد زيارتها قبل موتي

- الحصول على طفل كالحصول على وشم في وجهك يجب أن تكوني متأكدة أنك تريدينه

- أعرف أنكم مللتم مني يا رفاق و أنا أيضاً مللت من نفسي

- إنها الطريقة التي ينظر بها الغرباء إليك و التي لا تنظر أنت بها إلى نفسك

- لقد تعبت من قول لا و حساب كل ما أتناوله في اليوم السابق سأتناول البيتزا و نشاهد مبارة كرة قدم ثم غذا نذهب إلى محل الملابس و نشترى جينز بمقاس اكبر


- أجمل شيء في عدم فعل شيء.

من فضلك ليز تعالى الى هنا - من فضلك إنهضي من على الأرض،

- يجب ألا نعيش مع بعض و بهذه الطريقة سنكون معا إلى الأبد

- سوف تزول التعاسة و لكن السعادة سوف تكون جزء من حياتنا

- نرضى في العيش في تعاسة بسبب خوفنا من التغيير و أن بعض الأمور قد تتحول إلى جروح

- كلانا يستحق الأفضل بدلا من البقاء معاً، أخشي أن ندمر بعضنا إن لم نفعل

-عليك أن تختاري أفكارك مثلما تختاري ملابسك كل يوم، و إذا لم تستطيعي التحكم في أفكارك فأنت في مشكلة إلى الأبد
  
- إذا خسرت التوازن تخسر قوتك

- إبتداء اليوم إجلس بهدوء و ابتسم لمدة ساعة، الإبتسام يكون العين و العقل وحتى بالكبد


- لديك قلب مكسور من قبل هذا يعني انه يمكن اصلاحه

- أنت خائفة الآن صحيح ؟ أنا افهم ، أنت لا تريدي ان تفقدي نفسك ، الحب مرعب و خطير و مرعب

- لو كنت في المنزل في نيويروك لاشتريتم لي هدايا غالية في عيد ميلادي لكن في أندنوسيا أسمى طريقة للإحتفال هي بالتبرع لأحدهم لبناء منزل له.

- عندما تريد من العالم مساعدتك أحيانا ينتهي بك الأمر بمساعدة الأخرين

- وجدت شيئا ولا استطيع تركه و ثق بي إذا تركته لن تحبني مجددا
التوازن لقد تجولتي حول العالم لتجدي التوازن
التوازن هو ألا تدعي شخصا يحبك إلا و أنت تحبين نفسك
أنا على وشك ان أفقد نفسي
أنا لست بحاجة لان أحبك لكي ابرهن اني احب نفسي
احيانا أن نخسر التوازن من أجل الحب سيكون أسوا من الإحتفاظ به للحياة
فيزياء الحب شيء قريب من الجاذبية

- يجب أن تعتبر أن كل شخص تقابله على أنه معلم لك، و أن تصبح مستعداً في نهاية الأمر على مواجهة و نسيان بعض الاشياء و مسامحة نفسك

- لا أفهم كيف أنتج هذا التعرض المُبكر للعنف، شخصاً بهذا التباث؟

- العلاقات التي تفشل هي تلك العلاقات التي تكون مع الأشخاص الذين إخترنا لهم شخصية في عقولنا، ليكونوا كما نريدهم أن يكونوا، لكنهم لا يستطيعون أن يلعبوا ذالك الدور الذي إخترناه من الأساس فتنهار العلاقة. 



Saturday, September 08, 2012

طاغية




هذه التدوينة عبارة عن أفكار متفرقة عن طاغية معين.

عندما أقرأ و أشاهد آخر أخبار الربيع العربي، أشعر بإحساسين متناقضين في نفس الوقت هما الحزن و بالسعادة. أشعر بالحزن بسبب التقتيل الرهيب الذي تتعرض له الشعوب المطالبة بالحرية، و بسبب تمسك الطاغية بالسلطة و رفضه التنازل عنها من أجل التغيير. أشعر بالسعادة لأن مهما يحدث من الجرائم البشعة الربيع مستمر في النمو و الإنتشار، و بهذا الاستمرار  تؤكد الشعوب تعطشها للحرية و رفضها للخضوع و الاستسلام، تبرز من حين لآخر أزهار سامة،سرعان ما تقضي على بعضها البعض.

الطاغية يحكم بطريقة غير مشروعة، الطاغية يحكم بقوة السلاح، التضليل الإعلامي، الهمجية و القتل.
إنه يقتل الآلاف من البشر الأبرياء لكي يعيش هو.
 
يصنع مئة كذبة لتصدقه الشعوب الأخرى لكنه لن ينجح، فكلما تمادي في طغيانه و استبداده، كلما فضح نفسه أكثر.
 
أستغرب من الأشخاص الذين يقولون عنه كلب و حمار و يصفونه بالحيوان، أنا أرفض هذا فالحيوانات لا تفعل ما يفعله الطاغية،  بالإضافة لهذا فأسماء الحيوانات ليست شتائم. و من أراد أن يشتمه فل يصفه بحقيقته فقط و هي: "طاغية، سفاح، مجرم، قاتل، إرهابي، ديكتاتور...ألخ" إختر مصطلحاً من هذه المصطلحات و أترك أسماء الحيوانات لو سمحت.
 
لن أقول أنه يسعى لتحرير فلسطين فهو في الواقع لا يحكم حتى البلد التي يمارس فيها طغيانه.

لن أقول أنه مقاوم لأن العديد من الطغاة و الحكام العرب قالوا نفس الكلام لكن لا أجد نتيجة ملموسة، كلهم يتكلمون عن المقارمة و عن العروبة و الإسلام لكني لا أجد تحققاً فعلياً لكلامهم.

لن أقول أنه يتمتع بذكاء خارق لأنه غبي عظيم، لو كان ذكياً لما حصل كل هذا، هو مجرد غبي يظن أنه قادر على التخلص من الثورة. لكنه لن يتخلص منها، فهي من ستتخلص منه.

أما قنواته التلفزيونية التي تحاول أن تزين صورة نظامه القذر، فهي مجرد قنوات مضللة خيالية لا علاقة لها بالواقع، إنه إعلام لا يعمل فيه صحفيين بل مؤلفيين للقصص الخيالية.

الطاغية يعتبر نفسه شريفاً
و من يعارضه خائناً 
الطاغية يريدنا أن لا نتحدث
الطاغية يقول لك ببساطة
"إذا اكتشفت حقيقتي فاصمت و لاتتكلم"
إياك ان تعبر عن أفكارك
إياك ان تقول للآخرين عن جرائمي
لكنني سأقول له
"نهايتك قريبة يا طاغية"