Wednesday, January 21, 2015

مطبخ الحب by عبد العزيز الراشدي

مطبخ الحب هي رواية مغربية-عربية، بقلم عبد العزيز الراشدي، نشرت سنة2012، من طرف ثقافة للنشر و التوزيع، و تباع إلكترونياً في موقع النيل و الفرات.كوم.

الرواية مغربية معاصرة، اجتماعية وواقعية مع وجود بُعد نفسي رومانسي وسياسي وأيضاً فكري. بالنسبة لي أهم ما يُميز الرواية من حيت الموضوع ليس هو البعد العاطفي وكل ما يتعلق بالعلاقة بين بطل الرواية عبد الحق و حبيبته سهام، بل البعد السياسي والبعد الاجتماعي المتجسد في إثارة الكثير من المواضيع الاجتماعية و الظواهر السلبية التي تدهور أزمة المجتمع المغربي. التي قد ألخصها باقتباس من الصفحة182: "البلد مكشوف و الجميع يعرف أعطابه جيداً لكن الناس لا يرغبون في حلها و لا في الحديث عنها"




طرحة الرواية العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية من أهمها: البطالة التي يعاني منها أصحاب الشهادات الجامعية، الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا عبر قوارب الموت، الفساد السياسي، انتهاك الحقوق والحريات. وأيضاً أثارت بشكل موجز ظواهر اجتماعية أخرى مثل انتشار الحشيش وأنواع أخرى من المخدرات، الدعارة ودعارة الرجال، التجسس في الأحياء الشعبية، الفقر والشعوذة.

يستخدم سارد الرواية ضمير المتكلم مما يضفي حميمة واضحة وانسجام مع أفكار و مشاعر عبد الحق (الشخصية الرئيسية في الرواية). لا توجد شخصيات كثيرة في الرواية مما يجعلها رواية هادئة لكن هدوءها هو ظاهري، فخلف وحدة عبد الحق توجد الكثير من المشاعر و الأحاسيس، وخلف رحيل سهام (حبيبة عبد الحق)، يوجد الكثير من الألم و الخوف و الذكريات الأليمة، وخلف الملابس المحتشمة للنساء توجد رغبة عميقة في الاستمتاع بلذة الجسد.


 أشعر بالأسف لأنه من خلاب بحثي في غوغل  وجدت أنها لم تحظى بشهرة كبيرة، لذا أتمنى أن أترجم الرواية للغة الإيطالية، وأتمنى أن أجدها مترجمة مستقبلاً لأحد اللغات الأجنبية العالمية مثل الانجليزية، الإسبانية أو الفرنسية. الرواية تستحق أن تصبح مشهورة، والأهم بالنسبة لي هي شهرتها على المستوى الوطني. كما يمكن توظيف الرواية لأغراض تربوية و بيداغوجية، خصوصاً أنني وجدت الرواية في مكتبة عامة في مدينة سلا معروضة للإعارة المجانية، بدعم من وزارة الثقافة المغربية.

*******

هناك بعض الأشياء البسيطة التي لم تعجبني، لكني أعتقد أنها مهمة رغم بساطتها. لأن هذه الرواية تقف وراءها رغبة صادقة و حقيقة في التغيير و نقد المجتمع و ليس رواية تجارية، أراد كاتبها أن يقضي وقتاً ممتعاً أو مسلياً. لذا أقترح أن تدرس للتلاميذ  في المدارس الإعدادية و الثانوية. و طبعاً أرشحها لأي قارئ عربي يريد أن يتعرف على خصائص المجتمع المغربي المعاصر.

سأضعها في قائمة: الأشياء التي لم تعجبني أو ربما نقط الضعف، لكن هذا لا يقلل من إعجابي بالرواية نهائياَ، في موقع غودريدز منحتها 5نجوم و قمت بترشيح الرواية لعشرات أصدقائي في الموقع.

تصميم الغلاف أنيق، منظم و رائع. لكن لوحة الغلاف التشكيلية الجميلة غير متناسقة بتاتاً مع محتوى الرواية.
يبدو أن العنوان "مطبخ الحب" رائع و ملفت للانتباه لكنه يعطي فكرة للقارئ أن الرواية ذات طابع رومانسي و يدعم هذه الفكرة اللوحة التشكيلة التي تزين غلاف الرواية. أظن أن هذا راجع لاختيار تجاري فقط. الرواية ذات طابع اجتماعي و سياسي بالدرجة الأولى.
الكاتب يوظف العديد من المصطلحات الشعبية و العبارات العامية من دون إضافة هوامش في أسهل الصفحات أو قاموس صغير في آخر الرواية، يقدم فيها تفسير تلك العبارات العامية المغربية. كما توجد أيضاً عبارات فرنسية مكتوبة بحروف عربية، و أخرى عبارات فرنسية مكتوبة بحروف فرنسية. أتساءل كيف سيفهم القارئ العربي هذه الكلمات المغربية أو الفرنسية. أتعامل مع الأمر بشكل جدي، لأن الرواية عربية و يتوجه بها للكاتب لقارئ عربي لأنها تعالج مواضيع خاصة بالمجتمع العربي  و المغربي خصوصاً.
أنا لست ضد استعمال عبارات عامية أو شعبية في الكتابة الروائية لكن من دون مبالغة، يجب أن نوظفها لغايات محددة، لغايات جمالية، وظيفية و بيانية. و طبعاً لإضفاء لمسة واقعية على الرواية.


بنية الرواية غير واضحة و لا تساعد القارئ كي يتذكر فصولها، الفصول مقسمة بشكل غير واضح، لا يخضع للمكان أو للزمان أو لتطور الأحداث.

الأمكنة في الرواية واضحة جداً: مدينة سلا حيث يقيم يد الحق و حيث يوجد مطبخ الحب، الرباط و الدار البيضاء. لكن الأزمنة فهي غير واضحة، و أتوقع أن زمن الرواية هو قبل سنة 2011 أي قبل اندلاع الربيع العربي و احتجاجات حركة 20 فبراير في المغرب.

ربما يستطيع الكاتب أن يضيف جزء ثاني للرواية و ربما مطبخ الحب قد تكون ثلاثية رائعة، والنهاية الحالية لمطبخ الحب هي نهاية على الورق، لأنني متأكد أن يوجد الكثير من عبد الحق و الكثير من سهام كما أتمنى لو وجدت مقاطع بلسان سهام لأنها شخصية صامتة تقريباً، إلا أنها تسكن خيالات عبد الحق. ربما يمكن إضافة بعض المقاطع الرومانسية، لتكون حقاً كما وصفها محمد الخضيري " مطبخاً يحمل خلطة من الأكلات المتنوعة تجمع بين السياسي و الاجتماعي و العاطفي" . أنا لاحظت أنها ركزت على البعد الاجتماعي و السياسي و ليس على المستوى العاطفي، لكن هذا أمر رائع و اختيار العنوان ذكي جداً.


نقط القوة في نظري:

1- العنوان الرائع والمختلف والملفت للنظر "مطبخ الحب"
2- غنى الرواية بالاستعارات والتشبيهات المركبة.
3- غنى الرواية بالمعلومات عن المجتمع المغربي.
4- صدق الرواية و تعبيرها للواقع المغربي.
5- الطريقة التي قدم بها الجسد. جريئة وصادقة.
6- شخصية " عبد الحق" لا تلعب دور الضحية.
7-  شخصية سهام كان لها قرار واضح. لا يوجد تقلب في تطور الأحداث، لكن الأحداث تتطور بشكل تدريجي موزون و مقنع. خصوصاً في نهاية الرواية.
8- الرواية سهلة الفهم بالنسبة للقارئ المبتدئ، لا توجد أحداث كثيرة أو شخصيات كثيرة وحتى المواضيع الصريحة و الجدية قدمت بشكل بسيط، كما أنا بساطتها لا تقلل نهائياً من قيمتها الأدبية.


 بما أنني ما زلت أشعر بهم في مدينتي سلا، و ربما يوماً ما رأيت عبد الحق بالصدفة، سأقتبس من كلماته و سأقول:
أنه نصف خجول و حزين لا يعلن عن حزنه، إنه يحاول من جديد أن يواسي نفسه بلذة الجسد، سهام ما تزال تسكن خيالاته. إنه مجرد رجل عار و وحيد، يمسك بحزمة أوراق في مطبخ الحب. و هي ربما طفلة مجروحة قررت أن تغادر لتربح حياتها بعيداً عنه، ربما ستعود في وضع مختلف. البارحة أنهيت صفحات الرواية و لم أعرف بعد ماذا سيحدث. الآن ذكرياته تنام في حضن أوراقه مثل جسده الذي يحتضن جراحهُ و جراحي بصمت.

3 comments:

  1. من اجمل الروايات التي قرائتها مؤخرا ، رواية متكاملة الاركان و يوجد بها الرومانسية و النقد الاجتماعي و السياسي ،،، تبقى لي القليل وانتهي منها ،،،،،يؤسفني ان روايات اقل منها نالت شهرة اكبر

    ReplyDelete
    Replies
    1. كلامك صحيح. توجد فرصة كبيرة أن تحصل الرواية على اهتمام أكبر مستقبلاً لأن المؤلف يحضر لجزء ثان لها، أنا متحمس له.. ونجاح الجزء الثاني سوف يجعل قراء جدد يعرفون مطبخ الحب

      شكراً على رأيك دالياً،
      لقد أرسلته للمؤلف الرائع

      Delete
  2. السلام عليكم. هل لي بمعلومات عن شخصيات الرواية من فضلكم. أنا بصدد إعداد بحث شخصي في الموضوع. شكرا

    ReplyDelete

تُسعدني مشاركتك و إضافتك في المدونة
أشكرك على تعليقك^_^