Saturday, March 21, 2015

الشعر نهر خالد و ربيع لا يموت


استمتع، إنه اليوم العالمي للشعر

اليوم 21 مارس 2015، هو بداية فصل الربيع و اليوم العالمي للشعر. بداية أحببت جميلاً الربط بين فصل الربيع و الشعر، ربما يكون هذا هو فصل الشعر. و الآن سوف أضيف أمر آخر تحبه صديقتي الزهرة: النهر، فهي تشبه الإبداع الشعري بالنهر، لأنه إبداع لا حدود له و لأن الشعر مثل ماء الحياة، و لأن الشعر يصب في الرواية مثلما يصب النهر في البحر.
الشعر + النهر + الربيع . يا للروعة.

في هذا اليوم سوف تنشر أستاذتي الإيطالية: جاكلين سباتشيني، كتابنا الجماعي بشكل مجاني في النت. اختارت هذا اليوم بالتحديد لنشر الكتاب لأنها تحب الرموز و أنا أيضاً أحبها و تعجبني التواريخ المميزة التي أقوم فيها بشيء ما، لذا أعجبني الأمر.
هذا الكتاب هو مشروع ورشة "الشعر الإبداعي"  التي أشرفت عليها في الفصل الجامعي الماضي. لقد شاركت في الكتاب بـ 5 قصائد، تتراوح بين الهايكو و  الشعر الحر، كما شاركت ب3 رسومات.


أحب أن أشير أننا احتلفنا بهذا اليوم السنة الماضية يوم 21 مارس من خلال تنظيم قراءة شعرية في المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، كان جوزيبي أونغاريتي هو ضيف الشرف. لم يكون حاضراً معنا جسدياً، لكنه كان حاضراً بشكل رمزي من خلال قصائده التي قمنا بقراءتها باللغة الإيطالية، الفرنسية و العربية. يومهاً قرأت قصيدة : "إحياء ذكرى" التي كتبها جوزيبي عن صديقه المصري محمد شهاب، بترجمة سعدي يوسف.


صورتي حينما كنت ألقي: "إحياء ذكرى"


قبل شهور قليلة طلبت مني أستاذتي أن أتواصل مع شاعر مغربي بهدف أن يكتب لنا مقدمة لكتابنا الجماعي، تواصلت مع شخصين لكن لم ينجح الأمر، لو كنت أكتب قبل أيام لأضفت عبارة " لسوءالحظ". ما حدث كان جيداً لأن المقدمة كتبتها  زهرتي التي لم تخذلني و أرسلتها لي بعد ساعات قليلة البارحة. قمت بترجمة المقدمة إلى الإيطالية و أرسلتها. لا أفهم لماذا تركت شاعرتي المفضلة لكي أتواصل مع شاعر يظهر في التلفاز.

أعتبر نفسي محظوظ و متشرف لأن هذه أستاذتي

ملاحظةهذا النص هو عبارة عن كلمات وقعت في الغرام. إنه نتيجة لـ تزاوج مشروع بين فقرات كتبتها و "المقدمة" التي كتبتها فاطمة الزهراء موعاد من أجل الكتاب.

الشعر هو صورة مكتوبة في لحظات يتوقف فيها الزمن. يرحل فيها القدر و يختفي نور القمر، و يدفع بالشاعر لدروب السهر. فلا يرتاح إلى بعد أن يدون ما يعجُ بنفسه من عاصفة تتحول لربيع دافئ في قصائده، تعانق دروس الإلهام و تقتفي خطوات أرواح أشخاص تسكن كيان الشاعر، تحتضنه و تمسح دموعه و ترسم على وجهه ألف ابتسامة قبل الرحيل.

الشعر لا يجب بالضرورة أن يتبع القواعد، فهو تحرر، مقاومة،اختلاف، إلهام و إبداع. الشعر هو تحرر من كلام النقاد الذين لم يتجاوزوا بعد عباراتهم التقليدية و طرقهم الجامدة في النقد، بعضهم يبدأ النقد الأدبي باختيار عبارة  واحدة من العبارتين المشهورتين: صحيح أم خاطئ. يصلح أو لا يصلح. جيد أم سيء

omg!! " توقفوا عن اغتصاب الإبداع الأدبي". " دعونا نمارس أخطاءنا الكتابية بالطريقة الصحيحة "  
الشعر، الرعش، الشَعر، العشر، الرشع... كلها كلمات جميلة. أوف! ماهي مشكلة لسانك أو عقلك ؟ هل القاموس ملكك ؟

القصيدة لا تتطلب من الشاعر فقط السفر المتواصل نحو المجهول، بل أيضاً البوح عن ما يوجد بداخله. يتطلب الشعر القدرة على توليد المعاني رغبةَ في التحرر من سلطة المكان و الزمان، يطرق الشاعر الخلاق أبواب الخيال و الحلم في حضور العقل. في الكثير من الأحيان في مجتمعنا الذي لا يقبل بالإختلاف و يرتاب من الإبتكار و الأفكار الخلاقة و الكلمات الجديدة.  أرحل أنا باحثاً عن شواطئ تحتضن الإبداع بعيداً عن عيون الرقابة و الأقلام الحمراء. و ترحل هي إلى أنهارها لتجلس على الضفاف كي تكتب الأشعار الأخيرة لديوانها الجديد: "ضفاف حب جديد(نبحث عن ناشر يقدر الثقافة و لا يعبد المال)

الشعر هو كتابة صادقة تُعبر عن الذات. و هذا ما يهم. كلما أصبح الشعر مختلفاً كلماً أصبح صادقاً، لأنه مجرد امتداد للذات الشاعرة. الشعر يجب أن يعبر عن صوتك الداخلي و إن كنت تعبر عن الآخرين أو تدافع عن أشخاص آخرين مثل الذين يقاومون من أجل تحقيق الحرية و العدالة. يجب أن يتدفق الشعر من داخلك و إن كنت تعبر الكثير من المرافئ حاملاً مشعل الدفاع بشعرك عن الضعفاء، المعذبين، المنبوذين و بؤساء هذا العالم. ذلك أن الشاعر هو الأكثر قدرة على الشعور بمعاناة الإنسان و رغباته. و بواسطة موهبته ينشر قيم: الحب، الحرية،  الأخوة، التسامح و السلام. لحد اللحظة، الكثير من القصائد تجعل الناس تشعر بالأمل و الحرية، تلهمهم من أجل مستقبل أفضل.

الشعر هو نهر خالد، لا يحرر فقط القلم، بل أيضاً الإنسان من قيود الزمن و التاريخ  بعبر به متاهات الحياة نحور عوالم ترقى إليها تجاربه العارية و تكتسي توباً منسوجاً من كلمات. إنه الماء يبعث الحياة في اللغة و يصنع ذاكرتها، هو مرآة تعكس وجدان الشاعر و تخاطب أعماق متلقيه, داعياً إياهم لمشاركته همومه، سعادته و تمرده.  من خلال منح عباراته معاني و أبعاداً جديدة لا نهاية لها، و انزياحه عن كل ما مبتذل، بلسان يحتفي بالكلمات المنسجمة إزاء كون متغير و  متحول على الدوام.


أتمنى لك يوم شعر سعيد.

الربيع لا يموت، و الحياة تجد طريقها José.A. By 

غروب شمس + ضفاف نهر+ قارب صغير +  أنت و أنا = أجمل نزهة.


P.S. : أتمنى لو كنت معك أثناء قراءتك لهذه التدوينة. أتمنى أن لا تجدي أخطاء نحوية. ههههه 

2 comments:

  1. لفت انتباهي تشبيه الشعر بالنهر، إنه تشبيه عميق يحيل إلى سمات الخلود التي يتسم بها الشعر، كما يحيل إليه كعنصر لا يعترف بالحدود و لا بالفروق بين الثقافات و المجتمعات. ربما تصعب ترجمة الشعر من لغة لأخرى أحياناً لكن هذا لا يمنع قدرة كل شخص في هذه الحياة على الإحساس بكل تلك الشحنات المتدفقة من أعماق الشاعر، فهو يكتب قصائده بدمه و دموعه و ابتساماته.
    تأثرت كثيراً بهذه التدوينة و أحببت نظرتك للشعر في علاقته بالحياة، دام قلمك المتألق.

    ReplyDelete
  2. - أوافقك الرأي في أن الشعر الحر، ليس بالضرورة أن ينضبط لقواعد الوزن والتفاعيل و القوانين الشعرية التي وضعت من طرف الدارسين و النقاد قديماً أو حديثاً، لأنها تقلص مساحة الإبداع و تجعل النصوص الشعرية خاضعة لأحكام مسبقة تشل حركة الشاعر، و تحد من آفاق تفننه في نظم الشعر.
    وجهة نظرك بصدد الشعر متميزة يبدو أنها وليدة احتكاك و تجربة، أعجبتني فكرة تأليف كتاب جماعي بهذه الصيغة و تأطير الأستاذة لهذا العمل، استفدت كثيراً من خلال اطلاعي على هذه التدوينة، و من خلال قراءتي لكتابيك الأول و الثاني ومنشوراتك بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، أنا بانتظار جديدك.
    تحياتي

    ReplyDelete

تُسعدني مشاركتك و إضافتك في المدونة
أشكرك على تعليقك^_^