Wednesday, August 28, 2013

البحار الذي لفظه البحر by يوكيو ميشيما


البحار الذي لفظه البحر هي رواية يابانية نشرت سنة 1963، من طرف يوكيو ميشيما.
قصة حب تواجه قساوة طفل.


تحكي الرواية عن قصة البحار ريوجي الذي له مفاهيم غامضة عن الموت، البحر و مجده الخاص الذي ينتظره من البحر. يقع في حب عميق للأرملة الشابة فوساكو ذات الثالثة و الثلاتين عاماً، لكن حبهم سيواجه الموت بسبب علاقته المضطربة مع ابنها نوبورو.

نوبورو صبي في الثالثة عشر، و هو تلميذ ذكي، متمرد، قاسي القلب، يتيم الأب فقده في عمر الثامنة لكنه سعيد بموته.

في أحد ليالي فصل الصيف يتفاجئ نوبورو بعلاقة جنسية بين أمه فوساكو و البحار ريوجي الذي يعمل ضابطاً في الأسطول التجاري، علم بأمر العلاقة من خلال ثقب صغير كان يستعمله للتجسس ليكتشف ما يحدث في غرفة نوم أمه التي تستفز حب استطلاعه.
قرر الحبيبان فوساكو و ريوجي الزواج، اتفقت فوساكو مع ريوجي على موعد الزواج، و ترك هذا الأخير عمله في البحر من أجلها استعداداً لتأسيس حياته الجديدة على اليابسة التي لطالما كرهها.. بدؤوا التخطيط لحياتهم الجديدة السعيدة و كان كل شيء يسير على ما يرام لكن نوبورو بدأ هو أيضاً بالتخطيط لعمله الفظيع بمساعدة  أصدقاءه الخمسة من أجل إنهاء حياة ريوجي.

أرادوا قتله لأن ريوجي  لم يعد بطلاً في نظرهم، لأنه لن يصبح بحاراً منذ اليوم، سيفقد كل حس للمغامرة و الشجاعة و سيعيش على الأرض مثل جميع البشر العاديين و سيتحول إلى أب لطيف و طيب.
نوبورو عضو في فرقة  تتشكل من 5 أصدقاء دون الثالثة عشر سنة ،هم جميعاً قساة القلوب، لديهم نظرتهم الخاصة عن الحياة و الموت. يكرهون حياة الكبار و يرفضونها تماماً، يتذمرون من مطالب آبائهم، و يجدون عالم الكبار فارغاً، مليئاً بالنفاق، المشاعر الوجدانية غير ضرورية.
كان نوبورو و أصدقاءه متعطشين لمعرفة عالم البحار الغامض لذا كان ريوجي يحكي لهم عن تجاربه و حكاياته و مغامراته مع البحر لكنهم استغلوا ثقته ليدسوا له السم في الشاي.


السرد كان أكثر شيء ممتع في الرواية، المقاطع الجنسية كانت خفيفة و لم تكن مبتذلة نهائياً. و أسلوب يوكيو ميشيما رائع و غامض. الترجمة العربية لـ "عايدة مطرجي إدريس" ممتازة.

لقد فهمت طبيعة الشخصيات قليلة العدد، و تطورات الأحداث لكنني لحد الآن لم أستوعب السبب المغزى من الرواية ، أتوقع أنه توجد رسالة و معاني عميقة يود ميشيما أن يوصلها للقراء.


إقتباسات :

ــ الحياة هي مجرد فوضى للوجود.

ــ الحياة تتلخص برموز و قرارات بسيطة، و الموت يتجذر لحظة الولادة، و الإنسان لم يكن له دور سوى حرث هذه النبتة و سقيها.

ــ الإنجاب كان بناءً مصطنعاً للعقل.

ــ الآباء و المعلمين بسبب طبيعتهم مذنبين و مرتكبي خطايا كبيرة.

ــ ابتذال العالم يتجلى في الأماكن المضاءة كما يتجلى حيث يخيم ظل لطيف. 

ــ في أعماق العالم المظلم، كانت هناك نقطة مضيئة هيئت له وحده، و ستقترب منه يوماً لتضيئه، هو وحده و لا أحد سواه.

ــ لكي يصل إلى المجد، ينبغى للعالم أن ينهار، فانهيار العالم و المجد شيئان يشكلان كلاً واحداً.

ــ عجوزي و عجوزتي، الآباء: إنهم كائنات تبعث على القيء! إنهم الشر مجسماً. إنهم يحملون كل ما قبيح في الإنسانية، لا يوجد اب مستقيم..... إنهم يسدون لنا الطريق في الوجود بأن يتخلصوا و يلقوا علينا مركبات نقصهم، و اشواقهم التي لم تتحقق، و أحقادهم مثلهم العليا، و نقاصئهم التي لم يبوحوا بها قط لإنسان، و أخطائهم و أحلامهم العذبة، و حكمهم التي لم يكن عندهم الشجاعة يوماً ليتطابقوا معها....ضميرهم يجرحهم لأنهم لا ينتبهون ابداً لأولادهم، و في النهاية يودون لو يفهمهم أولادهم.

ــ أبي، هل للياة من هدف ؟ هل تستطيع أن تعطيني سبباً واحداً تستمر من أجله في أن تعيش؟ أليس من الأفضل أن تختفي بسرعة ؟ ـ يا بني، لا يوجد إنسان يستطيع أن يجيبك عن هدف الحياة، إن على كل امرء أن يخلق لنفسه هدفاً لها.

ــ إن الآباء هم ذباب العالم.

No comments:

Post a Comment

تُسعدني مشاركتك و إضافتك في المدونة
أشكرك على تعليقك^_^