Wednesday, September 16, 2015

لماذا أقاطع الانتخابات ؟


   مقاطعة الانتخابات لا تعبر كما يُشاع عن العزوف السياسي أو السلبية بل تعبر عن رأي سياسي احتجاجي. وبالتالي يحق للمقاطعين التعبير عن رأيهم السياسي بكل حرية طالما ترفع دولتنا شعار الديمقراطية وحرية التعبير. المقاطعين يحق لهم أن يعبروا عن رأيهم وأن يروجوا له طالما ذلك يحدث في العلن وبطرق قانونية.

   رغم الأموال الباهظة التي صرفتها الدولة من أجل التشجيع على التصويت واعتباره حق أساسي وواجب وطني فأنا لم أتسجل في اللوائح الانتخابية مثل ملايين الشباب. لم أتسجل لأنني أعرف أن صوتي لن يسهم في التغيير. ولأنني لا أرى في الساحة السياسية أي مرشحة أو مرشح مسئول أستطيع أن أنتخبه بضمير مرتاح. ولأنني لا أثق في الشعارات الجميلة السياسيين المدمنين على منح الوعود الكاذبة للشعب  كما يرفعون الشعارات الرنانة والخادعة. لن أصوت على مرشح لا أعرفه ولا أراه مطلقاً إلى في فترة الحملة الانتخابية.

   لا يشجعني شيء على التصويت لأن القوانين لا تطبق فهي مجرد حبر على ورق ولهذا توجد تجاوزات غير قانونية فظيعة تحدث أثناء الحملة الانتخابية من أشهرها: رشوة المواطنين الفقراء بالمال أو الطعام من أجل التصويت أو استغلال الشباب المعطل في الدعاية الانتخابية مقابل مبالغ مالية. مشاركتي في التصويت هو بالنسبة لي تشجيع للسياسيين وتكريس للفساد وتزكية لهذه الممارسات.

   الساحة السياسية تعمها الفوضى والارتجالية في العمل في ظل وجود أكثر من 30 حزب والمغرب يعيش الآن انحطاط سياسي وحالة من التدني في جودة الخطاب السياسي الذي يعتمد بالخصوص على الشعبوية والديماغوجيا من أجل تضليل الشعب كما يعتمد على المتاجرة بالإسلام والمتاجرة بالوطنية. الأسوأ أن السياسيين يتبادلون الاتهامات ويروجون للعنف الشفهي وللجهل من خلال إطلالاتهم الإعلامية فكيف سأصوت على أشخاصاً أرى أنهم جزء من المشكل وبالتالي لا يمكنهم أن يطبقوا حلولاًُ جذرية وبدائل لمواجهة مشاكل المغرب التي تهدد استقراره.

   سأقاطع الانتخابات لأنه في المغرب لا يوجد نقاش حقيقي حول البرامج الانتخابية وتبادل للأفكار ووجهات النظر كما يحدث في أوروبا بل الحوارات هي بأكملها عن الأشخاص وليس الأفكار ونسبة كبيرة من المصوتين لا يعرفون حتى البرنامج الانتخابي للحرب لكنهم يصوتون عليه، وهنا يظهر بوضوح أن الأحزاب السياسية قائمة فقط بسبب نسبة الأمية المرتفعة وبالخصوص انعدام الوعي السياسي والاجتماعي.

   لن أصوت على أحزاب لا تمنح الأولوية للتربية والتعليم ولا تهتم لتغيير شامل للمنظومة التعليمية المنحطة. لن أصوت على أحزاب لا ترفع شعار "نعم للثورة الفكرية" فالتغيير الحقيقي الذي يحتاج له المغرب هو الذي يتخذ من الثقافة والفكر أداة أساسية للتغيير لأن الدول تتطور بعقول مواطنيها. يفترض أن يكون المغاربة فاعلين في التغيير وليسوا مجرد مفعول بهم يتم توظيفهم بطرق بشعة من أجل مصلحة الطبقة السياسية الفاسدة.


   الانتخابات ليست هي الحل، ولا يجب اختزال الديمقراطية في الانتخابات لأن الديمقراطية هي نمط حياة يعيش به الشعب بشكل يومي وليس مرة كل أربع سنوات. صوتي الحقيقي هو قلمي ولهذا سأقاطع الانتخابات. 


No comments:

Post a Comment

تُسعدني مشاركتك و إضافتك في المدونة
أشكرك على تعليقك^_^